الأسباب
انهت اتفاقية الجزائر بين الدولة الملكية الأيرانية وحكومة البعث العراقية في ٦ آذار ١٩٧٥ ثورة ايلول التي اندلعت عام ١٩٦١ بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ونتيجة لتلك الأتفاقية فقد لجأ معظم قادة واعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع عوائلهم الى ايران والدول المجاورة، واستمرت فقط في نشاطاتها التنظيمات الحزبية في اوروبا.
انّ اتفاقية الجزائر التي سببت نكسة ثورة ايلول ونزوح ولجوء اكثر من ١٨٠ الف كوردي الى ايران عززت شعوراً بالنصر النهائي على الكورد لدى السلطات البعثية العراقية وحتى لدى النظام الملكي الأيراني.
ان النظام البعثي شعر من جانبه بزوال القيادة التي قادت الحركات الكوردية منذ تأسيس العراق، لذا بدأت بتنفيذ مخططات تدمير كوردستان وسياسة التهجير والتعريب، بعد نكسة الثورة بدأ نظام البعث في تغيير التركيبة السكانية لكوردستان وسرعان ما تعرضت مناطق كبيرة من كوردستان الى حملات الترحيل وتم توطين عدد كبير من المواطنين الكورد في مجمعات قسرية، واعتبر النظام الملكي الأيراني مثل العراق انه كان موفقاً في هذا الأجراء، وكانوا يعتقدون أنهم انتقموا من الزعيم مصطفى بارزاني عن اتفاقية ١١ آذار ١٩٧٠. وبناء على طلب الحكومة العراقية أغلقت إيران حدودها أمام اللاجئين وفتحت المجمعات بوجه المسؤولين العراقيين لتشجيع اللاجئين الكورد على العودة الى العراق، الذين بقوا واختاروا إيران. وتم نقلهم إلى المناطق الحدودية النائية في شرق وجنوبي إيران. وكان هذا الوضع غير المواتي والخطير قد عرّض نضال الحزب الديمقراطي الكوردستاني في جنوب كوردستان لخطر التلاشي والاقتراب من النهاية.
ولذلك اقترح مسعود بارزاني بالتشاور مع أخيه الأكبر إدريس بارزاني، إعادة تنظيم قنوات وتنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني والثورة. وقد تم تقديم المقترح من قبل مسعود بارزاني إلى الزعيم مصطفى بارزاني خلال اجتماع نغده الموسع مع اللاجئين عام ١٩٧٥، ووافق الزعيم بارزاني على المقترح، وقد بدأت التحضيرات للثورة من قبل مسعود بارزاني منذ نيسان ١٩٧٥.
التحضيرات لأندلاع الثورة
بعد اجتماع نغده في ٢ نيسان ١٩٧٥، أناط الزعيم مصطفى بارزاني مهمة اعادة تنظيم الأجهزة الحزبية والثورة الى مسعود بارزاني، وتم ابعاد الزعيم بارزاني من قبل السلطات الأيرانية الى مدينة طهران، وبعد المشورات والمناقشات اتفق مسعود بارزاني وإدريس بارزاني على أن يشرف إدريس بارزاني على شؤون اللاجئين الإيرانيين، ويقوم مسعود بارزاني بإحياء اجهزة الحزب والثورة والعمل من جديد على اعادة اندلاع الثورة في جنوب كوردستان.
في الوقت نفسه، بدأت الاتصالات في نغدة شرقي كوردستان، وبما أن القيادة القديمة والكوادر ذوي الخبرة كانوا تحت مراقبة مكثفة من قبل وكالة الاستخبارات الايرانية(ساواك) ، فقد تم الأعتماد أكثر على الكوادر الشابة، وخاصة الذين كانوا قد عملوا سابقاً مع مسعود بارزاني، وكانوا محل الأعتماد في هكذا ظروف.
وفي ١٥ نيسان ١٩٧٥، عقد أول اجتماع سري للحزب الديمقراطي الكوردستاني على نبع حوت چشمه فی ضواحي مدینە نغده، وحضر الاجتماع مسعود بارزاني وجوهر نامق سالم وكريم شنگالي وآزاد برواري ومحمد رضا، وتقرر في الأجتماع ارسال جوهر نامق سالم، كريم شنگالي، آزادبرواري، عارف طيفور، د.كمال كركوكي، عزت عبد العزيز وشيركو علي إلى جنوب كوردستان، وإرسال سامي عبد الرحمن ومحمد رضا إلى أوروبا، وتم اناطة اشراف شؤون اللاجئين الى ادريس بارزاني، علي عبدالله، محسن دزيي، فلك الدين كاكه يي وفرانسوا حريري.
كما تقرر الاسراع في الاتصال بالكوادر والبيشمركة الذين بقوا في العراق وسوريا، في ١٦ نيسان ١٩٧٥ أرسل مسعود بارزاني رسالتين إلى محمد خالد بوسلي وجلال طالباني اللذين كانا آنذاك في سوريا.
في شهر حزيران ١٩٧٥، عاد طارق آكريي رئيس الفرع السادس- اوروبا ورئيس جمعية الطلبة الكورد وزوجته شيرين كتاني سراً إلى إيران واجتمعا بالزعيم مصطفى بارزاني في طهران. ومن ثم ذهبا الى مدينة نغده للقاء مسعود بارزاني والرفاق الآخرين، وفي شهر حزيران عُقد اجتماع سري في نغدة بحضور مسعود بارزاني وادريس بارزاني وطارق آكريي وسامي عبدالرحمن وعلي عبد الله والدكتور محمود عثمان، وتم إعداد المسودة الأولى لبيان الحزب بأسم فرع اوروبا بعد نكسة الثورة، كما تقرر عقد مؤتمر الفرع السادس- اوروبا ومؤتمر جمعية الطلبة الكورد في أوروبا في صيف العام نفسه. تم نقل مسودة البيان الى الزعيم مصطفى بارزاني في طهران، واعيد الى اوروبا بعد اجراء تعديلات عليه وتم نشره هناك. وفي مقابل جهود قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لإعادة تنظيم وإندلاع الثورة، أعلن جلال طالباني تشكيل شبه جبهة في سوريا في ٢٥ أيار ١٩٧ بإسم الاتحاد الوطني الكوردستاني.
في شهر ايلول ١٩٧٥ تم إرسال الزعيم مصطفى بارزاني إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج تحت إشراف مكثف من جهاز المخابرات الإيراني سافاك، وفي ١٥ ايلول وبناء على طلب الزعيم مصطفى بارزاني زار مسعود البارزاني الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد تلقى العلاج اللازم وفي ١٠ تشرين الأول ١٩٧٥ عادوا إلى إيران وتم اسكانهم في عظيمية كرج بالقرب من العاصمة طهران.
بعد عودة الزعيم مصطفى بارزاني ومسعود بارزاني، زارهما عدد كبير من اللاجئين من مختلف أنحاء إيران للوقوف على خبر مرض الزعيم مصطفى بارزاني والترحيب به في عظيمية كرج،. وفي هذه الفرصة اجتمع كوادر البارتي الذين تم تكليفهم بإعادة تنظيماتهم السرية للحزب مرة أخرى حول مسعود بارزاني وقيادة البارتي.
وبطلب من مسعود بارزاني وبعد لم شمل الرفاق في منتصف تشرين الثاني ١٩٧٥، عُقد اجتماع سري في منزل مسعود بارزاني بحضور جوهر نامق سالم وكريم شنگالي وعارف طيفور ومحمد رضا في عظيمية كرج. وتم في الأجتماع اتخاذ عدة قرارات مهمة، بما في ذلك تشكيل قيادة مشتركة بين قيادة الحزب القديمة والجديدة، والعودة إلى جنوب كوردستان وإعادة تشكيل المفارز المسلحة والتنظيمات السرية والثورية، ولهذا الغرض تقرر تقسيم مناطق جنوب كوردستان إلى إقليمين، الاقليم الأول والاقليم الثاني الذين أصبحا يُعرفان فيما بعد بإسمي بادينان وسوران. وتم تحديد طريق هاملتون كحدود لنشاطات الأقليمين، وفي الوقت ذاته تم تخويل الأقليمين لممارسة أنشطتهما الخاصة في مدن عراقية أخرى. ولهذا الغرض تم تعيين كل من جوهر نامق سالم وكريم شنگالي لقيادة الأقليم الأول (بادينان)، فيما تم تعيين عارف طيفور وشيركو شيخ علي سرگلو والشيخ عذير شيخ يوسف لقيادة الأقليم الثاني (سوران)، مع تحديد فترة العودة الى حدود نشاطاتهم.
وفي نفس الأجتماع تقرر إصدار بيان، وكلف مسعود البارزاني رفاقه بكتابة البيان، وبعد عودتهم الى طهران قام جوهر نامق سالم وكريم شنگالي وعارف طيفور وحمه رضا بكتابة البيان، وفي اليوم التالي زار الرفاق مرة اخرى مسعود بارزاني في عظيمية كرج وبعد تعديلات طفيفة تم رفع البيان إلى الزعيم مصطفى بارزاني الذي وافق على نشره، وتقرر نشر البيان في نغده ،وتقرر طبع البيان في نغده، ولم يتضح بعد بأي اسم سيُنشر البيان. وهناك تم اطلاق اسم القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني لأول مرة، وتم نشره في ١٠ كانون الأول ١٩٧٥ تحت نفس الاسم وبعنوان (كوردستان ساحة النضال الحقيقية).
القيادة المؤقتة
وفي منتصف تشرين الثاني ١٩٧٥، تقرر خلال اجتماع سري في كرج تشكيل قيادة مؤقتة للحزب، حيث كانت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني مفككة بسبب الأوضاع التي استجدت بعد نكسة الثورة ولجوء وترك الكثير موطنهم وتفكك التنظيمات الداخلية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبحسب برنامج الحزب ونظامه الداخلي يجب انتخاب أعضاء اللجنة المركزية في المؤتمر بتصويت مندوبي المؤتمر، ولكن الأوضاع بعد النكسة من جهة والمراقبة المكثفة من قبل مؤسسة مخابرات الايرانية(ساواك) على نشاطات اعضاء الحزب، مما جعل عقد المؤتمر مهمة تبدو مستحيلة. وتقرر في اجتماع منتصف تشرين الثاني في كرج ولاحقاً بالتشاور مع الزعيم مصطفى بارزاني تعيين قيادة جديدة للحزب. وبما أن الأعضاء الجدد لم يتم انتخابهم من خلال المؤتمر، فقد تقرر إضافة ملحق (المؤقتة) للقيادة وبقاء هؤلاء أعضاءً في القيادة المؤقتة للحزب حتى تسنح الفرصة لعقد مؤتمر للحزب الديمقراطي الكوردستاني. وبهذا فقد تم تشكيل قيادة مؤقتة للحزب، والمعروفة بإسم (القيادة المؤقتة).
وفي الخطوة الأولى كان عدد أعضاء القيادة المؤقتة لحزب الديمقراطي الكوردستاني سبعة أشخاص فقط، بينهم مسعود بارزاني، إدريس بارزاني، جوهر نامق سالم، كريم شنگالي، عارف طيفور، محمد رضا وآزاد برواري، وبهذا فقد تم تشكيل القيادة المؤقتة الجديدة بصورة عامة من الشباب، باستثناء إدريس بارزاني ومسعود بارزاني اللذين كانا عضوين في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني قبل نكسة ثورة ايلول، أما البقية فقد تم انتخابهم للقيادة المؤقتة بعد حل اللجنة المركزية في اجتماع كرج، ومن أجل مواصلة تطوير العمل الجماعي وإعادة تنظيم الأجهزة السياسية والعسكرية للحزب، تقرر الاتصال بأعضاء اللجنة المركزية القديمة الذين بقوا في إيران وكانوا على استعداد لمواصلة نضالهم السياسي في اطار الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاستفادة من خبراتهم السياسية، خاصة منهم سامي عبد الرحمن والدكتور محمود عثمان، وبعد الزيارة والمباحثات تم إضافة سامي عبدالرحمن ونوري شاويس وعلي عبدالله إلى القيادة المؤقتة للحزب، وبعد اعتقال عارف طيفور من قبل الحكومة الأيرانية تم ارسال الدكتور كمال كركوكي الى جنوب كوردستان ليتولى مسؤولية الاقليم الثاني، كما ادرج اسمه ضمن اعضاء القيادة المؤقتة، وبذلك وصل عدد أعضاء القيادة المؤقتة إلى أحد عشر عضواً وبقي العدد كما هو حتى انعقاد كونفرانس برلين في ١١ آب ١٩٧٦، والذي تم فيه التصويت على أربعة أعضاء آخرين لإضافتهم إلى القيادة المؤقتة وهم: وريا ساعاتي، دلشاد ميران، آزاد خفاف وعبد الرحمن بيداوي، وبهذا ارتفع عدد الأعضاء إلى خمسة عشر وبقيت الأسماء على حالها حتى انعقاد المؤتمر التاسع للحزب الديمقراطي الكوردستاني عام ١٩٧٩.
اندلاع الثورة
بعد انتخاب القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتقسيم جنوب كوردستان إلى إقليمين، سوران وبادينان، وإعادة تشكيل تنظيمات الحزب والبيشمركة في الاقليمين وفي الخارج، من جانب الآخر مضايقة الشعب الكوردي من قبل حكومة البعث العراقية من تهجير وتدمير قرى كوردستان، وأخيراً تم تحديد موعد استئناف النضال والثورة المسلحة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ضد النظام البعثي في جنوب كوردستان، في ٢٨ نيسان ١٩٧٦ عقد مسعود البارزاني اجتماعاً سرياً مع محمد رضا وعارف طيفور وآزاد برواري لاتخاذ القرار النهائي بشأن إعادة توزيع الواجبات، وصدرت الاستعدادات للثورة المسلحة.
عموماً كان شهر أيار ١٩٧٦ شهر استئناف العمليات المسلحة وحرب العصابات ضد جيش النظام، ففي البداية اشتبكت مفرزة من البيشمركة التابعة للقيادة المؤقتة مع جيش النظام في مناطق آميدي وزاخو، تمخض عن الأشتباك مقتل عدد من جنود النظام، ولجأ النظام بعدها الى استخدام القوة الجوية، حيث قصف الطيران الحربي مناطق نيروة وريكاني على الحدود العراقية التركية، وبعد تقييم الوضع من قبل قيادة الحزب تم تحديد يوم ٢٦ آيار موعداً لاستئناف الثورة المسلحة، واطلقت أول طلقة للثورة في الساعة الرابعة فجراً ليوم ٢٦ آيار(گولان) ضد جيش النظام البعثي العراقي.
وفي ٢٦ أيار، تعرضت مفرزة من بيشمركة البارتي لكمين نصبه جيش النظام في زينوى قرب حاج عمران، وبعد اندلاع القتال بين الجانبين، قتل ثمانية جنود عراقيين وإصيب ١٢ آخرين بجروح، وقد استشهد أمر فوج البارتي السيد عبدالله في تلك المعركة وبهذا أصبح أول شهيد للثورة بعد نكسة ثورة ايلول. وفي اليوم نفسه هاجمت مفرزة مسلحة أخرى تابعة للقيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، موقعاً لجيش النظام في قرية كاشاني بمنطقة بادينان بقيادة أبو نوال، وبهذا فقد استؤنف القتال في معظم المناطق الحدودية لبادينان والحدود التركية العراقية.
وبشكل عام تعتبر الفترة من (١٩٧٦-١٩٧٩) المرحلة الأولى من ثورة گولان والتي أشرفت عليها القيادة المؤقتة، ورغم ما واجهته من الصعوبات والمطبات، وعلى الرغم من تشكيل عدة تنظيمات سياسية مسلحة أخرى في جنوب كوردستان التي لجأت الى جبال كوردستان بإسم اندلاع الثورة، وهناك عارضوا الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وسببت هذه التنظيمات في ادخال قوات بيشمركة البارتي في حروب أهلية، ولكن بحسب التصريحات العسكرية للقيادة المؤقتة في تلك الفترة، فإن القتال بين قوات البيشمركة وجيش النظام استمر رغم الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تُلحق بالجيش، وفي مرات عديدة كانت معظم المناطق الحدودية تسيطر عليها قوات بيشمركة الثورة وتفقد الحكومة السيطرة عليها. وخلال هذه الفترة، برزت عدة ملاحم بطولية مثل معركة شرانش ١٨ آب ١٩٧٦، ومعركة بنكرد ١١ تشرين الأول ١٩٧٦، ومعركة شارستين ٢٦ كانون الأول ١٩٧٦، ومعركة كوفكي ومعركة بلمبير ٢٥ آيار ١٩٧٧، ومعركة قسروك عام ١٩٧٨، هذه المعارك كلها شكّلت نواة لاستمرار الثورة في السنوات اللاحقة.
المؤتمر التاسع وحل القيادة المؤقتة
وفي ١٩ حزيران/يونيو ١٩٧٦، أُعيد الزعيم مصطفى بارزاني إلى الولايات المتحدة للمرة الثانية تحت مراقبة مكثفة من قبل جهاز المخابرات الإيراني "سافاك" من أجل تلقي العلاج من مرضه، وكان مسعود بارزاني الذي كان لفترة مكلفاً بإشراف التنظيمات الحزبية، رافق الزعيم مصطفى بارزاني في سفره هذا، وكان من المقرر انْ تستمر الزيارة ستة أسابيع ثم العودة إلى إيران، إلا انّ الرحلة استمرت حتى عام ١٩٧٩ حيث توفي الزعيم مصطفى بارزاني في ذلك العام.
خلال هذه الفترة كانت تنظيمات الحزب داخل البلاد تُدار من قبل القيادة المؤقتة، وكان معظمهم قد عادوا إلى جنوب كوردستان وخاصة سامي عبد الرحمن، واتخذ الحزب بعد كونفرانس برلين تماماً اتجاهاً ماركسياً بعيداً عن السياسة الأصلية للحزب الديمقراطي الكوردستاني ولنهج البارزاني. وفي كونفرانس برلين اضاف سامي عبدالرحمن أربعة من مؤيديه في القيادة المؤقتة من اجل تثبيت مكانته، وقاموا بتعديل برنامج الحزب ونظامه الداخلي، وأصدر كتيباً بعنوان "طريق حركة التحرر الكوردية"، و كان محتواه انتقاد لقيادة الثورة، وحدد فيها الخط الذي يتبعه البارتي في نضاله المستقبلي.
ورغم أن هذه التصرفات التي قام بها بعض أعضاء القيادة المؤقتة، وخاصة سامي عبد الرحمن، والتي لم تعجب قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، إلا أنه من أجل عدم المساس بوحدة الحزب وتنظيمات الثورة فقد تم تأجيل الحل الى موعد مناسب.
في شباط عام ١٩٧٩، انهار النظام الملكي في إيران وحلت الجمهورية الإسلامية محله، وانتشر خبر وفاة الزعيم مصطفى بارزاني في ١ آذار ١٩٧٩ في كل مكان في الولايات المتحدة، من جانبها وافقت السلطات الأيرانية الجديدة على إعادة جثمان مصطفى بارزاني إلى إيران، لمواراته هناك لفترة قصيرة، وفي ٤ آذار عام ١٩٧٩ أعيد جثمانه إلى إيران ووري الثرى في بلدة شنو شرقي كوردستان.
مشاركة عزاء الزعيم مصطفى بارزاني في شرق كوردستان كانت سبباً لاجتماع كافة الأعضاء والكوادر والبيشمركة وقيادة الحزب مرة أخرى وتحديد مصير الحزب بعد وفاة الزعيم بارزاني، وبعد سلسلة من الأجتماعات تقرر عقد المؤتمر التاسع للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وفي ١٠ تشرين الثاني ١٩٧٩ انعقد المؤتمر التاسع للحزب الديمقراطي الكوردستاني في مجمع زيوه غرب مدينة أورمية شرقي كوردستان، وقد تم خلال المؤتمر انتخاب مسعود البارزاني بالإجماع رئيساً للحزب الديمقراطي الكوردستاني، مع انتخاب لجنة مركزية جديدة للحزب عبر التصويت والتي حلت محل القيادة المؤقتة للبارتي، وفي الوقت ذاته تمت اعادة تنظيمات الأجهزة الحزبية والعسكرية للثورة وأعيد الحزب إلى مساره الحقيقي إلى حد ما.
الأوضاع الإقليمية بعد عام ١٩٧٩ وثورة گولان
وبعد تغير نظام الحكم في إيران، حصلت أيضاً تغيرات في السلطة السياسية في العراق، إذ ترك الرئيس أحمد حسن البكر الرئاسة وحل محله صدام حسين في ١٧ تموز ١٩٧٩، بعد أن تولى صدام حسين السلطة اتجهت سياسة النظام تجاه الكورد الى الأسوء، ونشر حزب البعث خمس فرق و٥٠ ألفاً من الشرطة ومن حرس الحدود وقوات احتياط للسيطرة على الحدود التي أقيمت فيها قواعد البيشمركة، ومع ذلك، وبعد عدة معارك صغيرة، لم يستطع النظام منع البيشمركة من توسيع أنشطتها العسكرية، لذلك قامت القوات الجوية العراقية بقصف عدة قرى في شرق كوردستان بحجة والجود البيشمركة فيها. كما تدهور وضع قوات البيشمركة على الحدود التركية، عندما زار علي حيدر أوزغا رئيس جهاز المخابرات التركية بغداد في ٢٩ آذار ١٩٧٩ لحل المشكلات الحدودية بين البلدين، ونفذ الجنرال كنعان عفرين في ١٢ ايلول ١٩٨٠ انقلاباً عسكرياً في تركيا.
ونتيجة لذلك فقد فر الآلاف من الكورد من المناطق الشمالية في كوردستان ولجأوا إلى البلدان المجاورة، ونشرت تركيا آلاف من جنودها في المناطق الحدودية لسوريا والعراق وإيران وأمرت بمهاجمة قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني والقوات الكوردستانية الأخرى بالقرب من الحدود.
وفي ١٦ آب ١٩٧٩ صدر مرسوم جمهوري حمل توقيع صدام حسين يدعو إلى إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين والعفو العام عن جميع الكورد الذين التحقوا بالجبال أو غادروا إلى الخارج ثم عادوا، ويسمح لمن تم العفو عنه بالعودة إلى وظيفته السابقة، كما جاءت في المرسوم عودة الكورد الذين تم ترحيلهم إلى وسط وجنوب العراق إلى كوردستان، ولكن تم توطينهم بعد عودتهم في المجمعات القسرية.
وفي ٢٢ ايلول ١٩٨٠، وبعد تدهور علاقاتهما، اندلعت الحرب بين العراق وإيران، وبما انّ الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو العدو اللدود لنظام البعث، وكان قد شن بالفعل ثورة ضده منذ البداية، قام بمساندة الجمهورية الاسلامية الأيرانية، وقد استفاد الحزب من المساعدات الإيرانية في تحقيق أهدافه القومية.
جبهة(الجود)
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩، حاولت قوى المعارضة العراقية توحيد صفوفها وتعزيز روابطها من أجل تأسيس جبهة وطنية قوية، ومن جانبه شدد الحزب الديمقراطي الكوردستاني خلال مؤتمره التاسع على تشكيل جبهة سياسية وكان أحد قرارات المؤتمر هو تشكيل جبهة واسعة على صعيد كوردستان والعراق، وفي المقابل هاجم الاتحاد الوطني الكوردستاني في ٧ نيسان ١٩٨٠ بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في منطقة هورامان، ودعا الحزب الاشتراكي الكوردستاني إلى قطع علاقاته مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبهذا فقد تم احباط محاولة تشكيل جبهة مشتركة للمعارضة.
وبهدف إنشاء جبهة معارضة عراقية موحدة ضد نظام البعث تشكلت في سوريا بتأريخ ١٢ تشرين الثاني ١٩٨٠ جبهة (جوقد)، وهي اختصار لـ( الجبهة الوطنية الديمقراطية). وكان حزب البعث العربي الاشتراكي (قيادة اقليم العراق)، الحركة الاشتراكية العربية، الحزب الشيوعي العراقي والحزب الاشتراكي العراقي ومنظمة جيش التحرير الشعبي العراقي والديمقراطيون المستقلون والاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الاشتراكي الكوردستاني الموحد(حسك) أعضاءً في هذه الجبهة، وبالرغم من محاولة الحزب الشيوعي العراقي أشراك الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تلك الجبهة، الاّ انً الأتحاد الوطني الكوردستاني منع تلك المحاولة، وانّ كل من حزب البعث قيادة اقليم كوردستان وحركة الاشتراكيين العرب أيّدا ايضاً موقف الاتحاد الوطني الكوردستاني.
بعد عدم موافقة عدد من الأطراف على عضوية البارتي في جبهة (جوقد)، فقد انضم كل من الحزب الاشتراكي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي الى جانب البارتي وفي ٢٨ تشرين الثاني ١٩٨٠ اعلنت جبهة جديدة باسم(الجود).
في ٢٨ تشرين الثاني ١٩٨٠، تم توقيع اتفاقية تعاون بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الحزب الاشتراكي الكوردستاني(حسك) والحزب الشيوعي العراقي(حشع) في قرية كوبر بمدينة خانى شرقي كوردستان. في ٢٩ تشرين الثاني ١٩٨٠ وفي اجتماع حضره عن الحظب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني ،علي عبدالله ،الدكتور محمد صالح جمعة، روژ نوري شاويس، وحضره عن (حسك) رسول مامند، طاهر علي والي، وعن (حشع) كل من احمد باني خيلاني وفاتح رسول. وفي ٢٩ تشرين الثاني ١٩٨٠ أذيع خبر تأسيس جبهة الجود من إذاعة صوت كوردستان. والتي كان الهدف من تشكيلها العمل على إسقاط النظام البعثي وإقامة نظام ديمقراطي وطني وحكم ذاتي حقيقي لكوردستان وإنهاء الحرب بين العراق وإيران.
وكانت هذه الجبهة مدعومة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي ١٠ تشرين الثاني ١٩٨١، انضم حزب (پاسوك) إلى جبهة الجود، ولكن لم ينجح تشكيل الجبهة جمع كل قوى المعارضة وبدلاً من الصراع الحزبي ظهر صراع الجبهات، وأدى إلى تعميق الصراعات والحروب الداخلية بين الأحزاب الكوردستانية.
الأوضاع السياسية والعسكرية (١٩٨٠-١٩٨٦)
بعد إعادة تنظيم الأجهزة الحزبية وقوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وخاصة بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، استأنفت قوات البيشمركة نشاطها ضد جيش النظام في المناطق الحدودية، وكان الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسيطراً في معظم المناطق على امتداد الحدود الأيرانية والتركية وفي مضايقة الجيش العراقي، وفي المقابل كان الاتحاد الوطني الكوردستاني يفكر بإستمرار في تعويض هزيمته عام ١٩٧٨ التي الحقت به في المناطق الحدودية التركية وهكاري على يد قوات القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني.
لذا في ١٤ آيار ١٩٨٠ استأنف الأتحاد الوطني القتال ضد قوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبمساعدة حكومة البعث في منطقة آلوتان.. وشملت هجمات الأتحاد الوطني الكوردستاني فيما بعد على الأحزاب المتحالفة للبارتي، تحولت المعارك الى القتال ضد جبهة (الجود) والتي الحقت بجميع الأطراف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، ومن جانبها بدأت السلطات البعثية بتدمير القرى بأبشع صور مع ترحيل المواطنين وتصفيتهم، فقد تم تغييب أكثر من عشرة آلاف مواطن فيلي، وفي شهر آيار ١٩٨٣ وبعد تعيين علي حسن المجيد مسؤولاً لمكتب شؤون الشمال في حزب البعث، تم تغييب اكثر من ثمانية آلاف من البارزانيين الذين سبق وانْ تم اسكانهم في المجمعات القسرية.
مؤتمر السلام في طهران عام ١٩٨٦
انهارت العلاقات بين الاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب البعث العراقي في عام ١٩٨٥ بعد فشل المفاوضات بين الجانبين، وفي تشرين الأول ١٩٨٦ تم توقيع اتفاق سياسي عسكري بين الاتحاد الوطني الكوردستاني وجمهورية ايران الإسلامية، حيث قام الطرفان بتنفيذ نشاطات عسكرية مشتركة ضد جيش النظام البعثي، كان لدخول الحرس الثوري الأيراني الى كوردستان من خلال الاتحاد الوطني الكوردستاني وضرب الحقول النفطية في كركوك، رد فعل شديد من لدن حكومة البعث، فقد بدأت بتدمير القرى الكوردية، وخاصة في المناطق التابعة لمحافظة كركوك.
حاولت الحكومة الإيرانية في أواخر عام ١٩٨٦ توحيد قوى المعارضة العراقية ضد نظام البعث وعقد مؤتمر تعاون الشعوب العراقية في طهران، فقد تم توجيه الدعوة الى جميع الأحزاب والأطراف لحضور المؤتمر، وفي ٢٤ كانون الأول ١٩٨٦ انعقد المؤتمر في العاصمة الأيرانية طهران، وحضره عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني إدريس بارزاني حيث لعب دوراً كبيراً في إحلال السلام بين الأطراف، وخاصة بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وتعزيز تحالفهما مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
موقف النظام البعثي بعد مؤتمر السلام في طهران
في أوائل عام ١٩٨٧، تم تحرير جميع المناطق الحدودية في كوردستان من قبل البيشمركة والتي خرجت عن سيطرة الحكومة العراقية، وفي ١٢ شباط ١٩٨٧ هاجمت القوات الإيرانية بمساعدة قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني منطقة حاجي عمران واستطاعت الأستيلاء على مرتفعات گردمند شرقي رواندوز و مواقع أخرى. وفي شهر آيار ١٩٨٧ قررت قيادة حزب البعث تعيين علي حسن المجيد مسؤولاً لمكتب شؤون الشمال خلفاً لـ محمد حمزة الزبيدي، ومنحته السلطة المطلقة.
اصدر المجيد في بداية مباشرته بوظيفته الجديدة عدة قرارات، مثل اعتبار المناطق التي تتواجد فيها قوات البيشمركة مناطق محظورة، وتم منح صلاحية إطلاق النار والقتل في هذه المناطق دون أي شروط، وفي ٣٠ حزيران ١٩٨٧ وبموجب القرار رقم (٤٥٧) الصادر عن مجلس قيادة الثورة في العراق تم إلغاء كافة مديريات الزراعة في كل المدن والأقضية الكوردية، مع حظر جميع أنواع الآلات والمعدات الزراعية.
في عام ١٩٨٨ وبعد ضعف الجيش الإيراني من الناحية العسكرية، ركّز جيش البعث ثقل قواته على مهاجمة مناطق كوردستان، وقد هاجمها بأكثر الطرق وحشية، فإلى جانب ترحيل المواطنين و قصف قواعد الثورة واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد مدن وقرى كوردستان، بدأت بحملات الإبادة الجماعية (الأنفال) ضد الشعب الكوردي، وتم خلال عام ١٩٨٨ لوحده، تغييب وانفلة أكثر من ١٨٠ ألف مواطن كوردي على ثماني مراحل من گرميان وحتى بادينان.
الجبهة الكوردستانية
تعود فكرة إنشاء جبهة كوردستانية موحدة في جنوب كوردستان إلى اجتماعات تشرين الثاني ١٩٨٦ بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة إدريس بارزاني والاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة جلال طالباني في العاصمة الايرانية طهران، وبعد نجاح مؤتمر السلام في طهران في شباط عام ١٩٨٧ أصدر الطرفان بياناً مشتركاً حول محاولة تشكيل جبهة كوردستانية ووعدا بتوحيد قوات البيشمركة.
في ١٨ تموز ١٩٨٧، اجتمع كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الاشتراكي والباسوك وحزب الشعب في مقر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، واصدرت بياناً حول توحيد قوات المعارضة العراقية، وخاصة القوات الكوردية، وتقرر تأسيس الجبهة الكوردستانية، وبعد ذلك صدر في ٣٠ تموز ١٩٨٧ بيان مشترك عام ١٩٨٧ تم فيه تحديد أهداف الجبهة الكوردستانية.
وبعد عدة لقاءات بين الأحزاب والأطراف السياسية في جنوب كوردستان، وخاصة اتفاقية السلام بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني في خريف عام ١٩٨٧، تم تأسيس الجبهة الكوردستانية في ٢ آيار ١٩٨٨ وبدأت نشاطها في ١٢ آيار من نفس العام، وعقدت الجبهة اول اجتماعاته في خواكورك اوائل شهر حزيران ١٩٨٨.
حتى عام ١٩٨٨ كانت القوى والأحزاب الكوردية في جنوب كوردستان مدعومة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد نظام البعث، ومع انتهاء الحرب بين البلدين في ٨ آب ١٩٨٨، توقفت المساعدات الإيرانية للكورد، وبدأت الحكومة هجماتها على كوردستان وقوات البيشمركة بكل ما اوتيت من قوة ، في المقابل وفي ٢٠ تموز ١٩٨٨ تقرر في اجتماع اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة الرئيس مسعود بارزاني مواصلة الصمود والمقاومة وفتح جبهات القتال في مناطق خرنة وخواكورك.
وكان الرئيس مسعود بارزاني يحضر بنفسه في جبهات القتال، ومن ثم ونتيجة لهجمات جيش النظام على مقرات قوات البيشمركة، سجلت قوات البيشمركة العديد من المعارك والبطولات، ومن دون شك فقد شكّلت معركة خواكورك احدى اكبر المفاخر للشعب الكوردي في تلك المرحلة.
قد كانت ثورة گولان حصيلة كل الثورات التي خاضها الشعب الكوردي ضد الأنظمة العراقية المتعاقبة خلال العقود الماضية، وقد تحققت آمال الشعب الكوردي بإنشاء إقليم مستقل ومحمي في جنوب كوردستان جراء تشكيل الجبهة الكوردستانية وتوحيد القوى الكوردية في جنوب كوردستان وانتفاضة ربيع عام ١٩٩١.
أهم معارك المرحلة الثانية للثورة (١٩٨٠-١٩٨٨)
بعد انتهاء المرحلة الأولى من الثورة (١٩٧٦-١٩٧٩) وأعتبرتْ فترة القيادة المؤقتة، وبعد وفاة الزعيم مصطفى بارزاني وانعقاد المؤتمر التاسع للحزب الديمقراطي الكوردستاني، بدأت مرحلة جديدة من الثورة ضد النظام، تزامنت مع اندلاع الحرب العراقية - الأيرانية ، الحرب بين البلدين كان لها تأثير كبير على الثورة، استغلت قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الفرصة فقامت بتوسيع جبهات القتال ضد قوات نظام البعث.
وحتى بعد توقف الحرب بين البلدين، استمر القتال من قبل قوات بيشمركة الثورة، وبالرغم من جميع المشكلات والاضطرابات الداخلية فقد استمرت قوات البيشمركة في تسجيل انتصاراتها الباهرة وملاحمها البطولية ضد جيش النظام، التي كانت اضاءت الآفاق أمام مستقبل الشعب الكوردي يوماً بعد يوم، وزفت اليه بشرى النصر النهائي، وكانت المقاومة والصمود والتضحية قد أدت في النهاية إلى انتفاضة ربيع عام ١٩٩١ وتحرير جنوب كوردستان،
من اهم المعارك في هذه المرحلة:
- معركة كاني سيف، ٢٠ تشرين الأول ١٩٨٠
- معركة حاج عمران، ١٨ تشرين الأول ١٩٨٠
- معركة جبل سورين، اوائل عام ١٩٨٢
- معركة بيارة، ٣ كانون الثاني ١٩٨٢
- معركة شارزور، ٣١ آيار ١٩٨٢
- معركة سياني كاره، ١٠ كانون الأول ١٩٨٢
- معركة شرمن، ٢٩ آذار ١٩٨٣
- معركة سيد صادق، ١٦ آب ١٩٨٣
- معركة كانية لنجا، ٢١ تشرين الثاني ١٩٨٣
- معركة آكرى، عام ١٩٨٣
- معركة دهوك، شهر آب ١٩٨٤
- معركة سرسنك، ربيعىعام ١٩٨٥
- معركة قرداغ، شهر حزيران ١٩٨٦
- معركة آميدي، ٨ تشرين الأول ١٩٨٦
- معركة زاخو، ١٢ تشرين الأول ١٩٨٦
- معركة باسكى، ٢٠ كانون الأول ١٩٨٦
- معركة أحمد آوا، ١ تموز ١٩٨٧
- معركة أتروش، ٤ كانون الثاني ١٩٨٧
- معركة بامرنى، ٢٦ آيار ١٩٨٧
- معركة باسره، ٢٧ تموز ١٩٨٧
- معركة كاني ماسى، ١٣ أيلول ١٩٨٧
- معارك آميدي حتى ديراوك، ١١ كانون الثاني ١٩٨٧
- معركة قرداغ، ٢٠ نيسان ١٩٨٧
- معركة ديرلوك، ٥ ىب ١٩٨٧
- معركة هيران، ١٦ آب ١٩٨٧
- معركة ديرلوك، ١١ كانون الثاني ١٩٨٨
- معركة باليسان، ٢٦ شباط ١٩٨٨
- معارك زاخو حتى باطوفة، ٢٦ شباط ١٩٨٨
- معركة هجوم حلبجة، ١٢ آذار ١٩٨٨
- معركة فوج ١٤٣، ١٣ آذار ١٩٨٨
معركة زاخو، ٨ كانون الثاني ١٩٨٨
معركة منديل، ١٠ كانون الثاني ١٩٨٨
المصادر:
-
مسعود بارزانی، بارزانی و بزووتنهوهی رزگاریخوازی كورد، ١٩٥٨-١٩٦١، بهرگی دووهم، (٢٠١٢).
-
مسعود بارزانی، بارزانی و بزووتنهوهی ڕزگاریخوازی كورد ١٩٦١ـ ١٩٧٥، بهرگی سێیهم، بهشی یهكهم، (ههولێر ـ چاپخانهی وهزارهتی پهروهرده ـ ٢٠٠٤ز).
-
مسعود بارزانی، بارزانی و بزووتنهوهی ڕزگاریخوازی كورد ١٩٦١ـ ١٩٧٥، بهرگی سێیهم، بهشی دووهم، (ههولێر ـ چاپخانهی وهزارهتی پهروهرده ـ ٢٠٠٤ز).
-
مسعود بارزانی، بارزانی و بزووتنهوهی ڕزگاریخوازی كورد ١٩٦١ـ ١٩٧٥، بهرگی چوارهم، بهشی یهكهم، (ههولێر ـ چاپخانهی ڕۆكسانا ـ ٢٠٢١ز).
-
مسعود بارزانی، بارزانی و بزووتنهوهی ڕزگاریخوازی كورد ١٩٦١ـ ١٩٧٥، بهرگی چوارهم، بهشی دووهم، (ههولێر ـ چاپخانهی ڕۆكسانا ـ ٢٠٢١ز).
-
مێژووی پارتی دیموكراتی كوردستان، كۆنگره و كۆنفرانس (پرۆگرام و پهیڕەوی ناوخۆ). دهستهی ئینسكلۆپیدیای پارتی دیموكراتی كوردستان، بهرگی یهكهم، (ههولێر- چاپخانهی ڕۆژههڵات- ٢٠٢١).
-
صلاح الخرسان، التیارات السیاسیة في كردستان العراق، قراءة في ملفات الحركات و الأحزاب الكردیة في العراق ١٩٤٦-٢٠٠١، (بیروت – مطبعة البلاغ – ٢٠٠١م).
-
حبیب محمد كریم، تأریخ الحزب الدیمقراطي الكوردستاني ـ العراق (في محطات رئیسیة) ١٩٤٦ ـ ١٩٩٣، (دهوك ـ مطبعة خهبات ـ ١٩٩٨م).
-
دكتۆر شێركۆ فهتحوڵا عومهر، پارتی دیموكراتی كوردستان و بزووتنهوهی رزگاریخوازی نهتهوهی كورد ١٩٤٦ – ١٩٥٧، و. سواره قهڵادزهێی، (چاپخانهی شههید ئازاد ههورامی - ٢٠١٣).
-
ئهرشیفی دهستهی ئینسكلۆپیدیای پارتی دیموكراتی كوردستان.