في الفترة من ١٩ تموز إلى ٥ ايلول ١٩٨٨، وقعت اشتباكات كبيرة وواسعة النطاق بين قوات الپیشمرگة وجيش العراقي (النظام البعثي) في منطقة خواكورك التابعة لمنطقة برادوست، حيث شن الجيش العراقي هجوماً واسعاً في المثلث الحدودي (العراق وإيران وتركيا) للسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الثورة، وخلال ٤٥ يوماً من القتال والهجمات، هُزمت القوات المسلحة العراقية على يد قوات الپیشمرگة وتكبدت خسائر فادحة من الارواح والمعدات، وفي ٥ ايلول ١٩٨٨ ولعدة اسباب قررت قيادة الثورة الأنسحاب.
خواکورک:
تقع منطقة خواكورك في منطقة برادوست وتتكون من ٣٠ قرية، وتقع في المثلث الحدودي (العراق - إيران - تركيا)، وتبلغ مساحتها حوالي ١٥٠ كيلومتر مربع، ولها عدة جبال وقمم عالية وتضم سلسلة من الجبال الشاهقة والوعرة وهي ذات أهمية استراتيجية وشهيرة منها جبال شیلیي، سەری چالى، کوراوا، بنلیس، بریمیشکا، جوتى برا، شەکیو، کاميشە، دالانبەر، أودل کیوی، نازدارى داغ، أرموش، چیا ديل، وفي الجنوب، جبل رش و جبل کتک، المنطقة تبدأ من وادٍ خلف قرية ليلكان حتى المثلث الحدودي للدول الثلاث، وهو وادي عميق تحيط به الجبال من جميع الجهات، وتمتد حدود خوكورك من قرية (بنى) وصولاً إلى الحدود، وتعتبر قرية خزنة آخر قرية في وادي خوكورك.
الجدير بالأشارة أنشأت قيادة الثورة في حزيران ١٩٨٢، مقرها الرئيس في منطقتي بيركم ولولان بمنطقة برادوست، كما توسعت مقراته حتى شملت ماله ملا ودراو وكويزرش وخنيرة، بحيث تحولت المنطقة الى مركز مهم لقيادة الثورة، وكانت هذه نقطة تحول مهمة في حياة الثورة ونضال الپیشمرگة، لأنها كانت خطوة كبيرة في تقريب قيادة الثورة من القاعدة الجماهيرية وكان لها الأثر الإيجابي في تفعيل مجموعات الپیشمرگة لتنفيذ هجماتها على المؤسسات والقواعد العسكرية والحزبية للنظام البعثي.
سبب اندلاع ملحمة خواكورك
سجلت الأحزاب السياسية الكوردستانية طوال عام ١٩٨٧ انتصارات كبيرة في العديد من الأنشطة الجبهوية المشتركة، مما مكّنها من توجيه ضربة قاتلة للنظام البعثي والاستيلاء على عدد من المدن والبلدات والمناطق، وكان هذا حافزاً للقوات الكوردستانية لتشكيل جبهة تسمى الجبهة الكوردستانية في تموز ١٩٨٧. ومع ذلك، فقد منيت الحكومة العراقية بالعديد من الهزائم الكبرى في حربها التي استمرت ثماني سنوات مع إيران (١٩٨٠-١٩٨٨)، وخاصة في استعادة الفاو، وكان الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين قد خسر وفشل أمام ايران في تلك الحرب، وكان يدرك بخطورة فقدانه للسلطة، فأقام علاقات قوية مع دول شرقية وغربية، خاصة في مجال شراء الأسلحة، وقد بلغ الدعم الدولي للعراق ضد إيران ذروته و حظي صدام حسين والنظام البعثي بهذا الدعم، وخاصة في استعادة الفاو، وهو ما دفع النظام البعثي إلى التوجه نحو كوردستان بخطة دنيئة لصب جام الكراهية والوحشية على الكورد، وفي آذار ١٩٨٧ قام بتعيين قريبه علي حسن المجيد، المعروف بين الكورد بـ(علي كيمياوي) ممثلاً له في الشمال، الذي كان رئيساً لجهاز مخابرات الدولة وعضواً لقيادة حزب البعث، وتم منحه السلطة المطلقة على جميع مؤسسات الدولة والحزب، مما يعني أنه بدأ في إعادة سيادة النظام البعثي إلى جنوب كوردستان بأكمله.
ومن أجل الوصول إلى كافة مناطق جنوب كوردستان التي فقدها بسبب الحرب مع إيران شن النظام البعثي حملة إبادة جماعية مأساوية على ثماني مراحل تحت اسم الأنفال، بدأت من شهر شباط واستمرت لغاية نهاية نيسان ١٩٨٨، مدعومة بالدبابات والمدفعية والطائرات الحربية وأسلحة الدمار الشامل (الأسلحة الكيميائية) في كرميان وحلبجة وبارزان وسوران وأميدي وزاخو ودهوك، ونتيجة لذلك، استشهد وجرح ودُفن مئات الآلاف من المدنيين، بينهم أطفال ونساء وشباب وشيوخ ومعاقين أحياء في صحاري جنوب ووسط العراق، وفر كثيرون آخرون إلى إيران وتركيا خوفاً من الاضطهاد البعثي، الذي دمر البنية التحتية الاقتصادية لكوردستان من خلال تدمير القرى والمنازل والمساجد والمدارس والمستشفيات.
وبسبب الخوف والترهيب الذي مارسه النظام البعثي في عموم جنوب كوردستان بشكل عام والمناطق الخاضعة لسيطرة الپیشمرگة بشكل خاص، كان الناس يبحثون عن مخرج من اضطهاد النظام البعثي واللجوء إلى الدول المجاورة. وفي هذا الصدد فقد هاجر الكثير من الجماهير ووصلوا الى الحدود، من جانبه واصل الجيش العراقي عملياته العسكرية للوصول إلى الحدود ومنع تجمهر اللاجئين، وقررت قوات پیشمرگة كوردستان التصدي لمهاجمي النظام كواجب وطني لحماية اللاجئين في المنطقة المعروفة بالمثلث (العراقي - الإيراني - التركي) في خواكورك.
وكان الهدف الآخر للنظام البعثي في هذه الحملة العسكرية هو الاستيلاء على الطريق الرئيس للفرع الأول في بادينان المؤدي إلى القيادة والمناطق الأخرى، وذلك لقطع حدود بادينان بشكل كامل، ولمنع المرور والأتصال مع قيادة الثورة.
القوات العراقية المشاركة:
تكون الجيش العراقي والقوات الحكومية في الهجوم على منطقة خوكورك من هذه الوحدات العسكرية والقوات المسلحة:
الفرقة ٣٣ التابعة للفيلق ٥
الفرقة ٤٥ التابعة للفيلق ١
الفرقة ١٨
الفرقة ٣٥
اللواء ٦٦ قوات خاصة
اللواء ٦٨ قوات خاصة
اللواء ٧٠٢ مشاة
الفوج الأول مغاوير في الفرقة ٣٣
اللواء ٤٠٢ مشاة
اللواء ١٢٠ مغاوير
اللواء ٢ القوات الداخلية
الفوج ٣ من اللواء الثاني مغاویر و الفوج الأول مغاوير المستقل التابع للفرقة ٣
القوات المسلحة المأجورة (جاش) افواج خفیفة
خمس كتائب مدفعية ميدان وعدد من مدافع الهاون
ثلاث كتائب دبابات
عدد كبير من الطائران الحربية والهيليكوبترات
قوات الثورة المشاركة:
شكلت قوات الپیشمرگة التي شاركت في ملحمة خواكورك نسبة كبيرة من القوات والتنظيمات، برعاية والأشراف المباشر للرئيس مسعود بارزاني.
١- قوة اللاجئين تكونت من تنظيمات ١٦ آب، ١١ ايلول، و٢٦ كولان، منظمة ريباز.
٢- قوة برزان تكونت من تنظيمات قلندر، بيران، شرين، زوزك، بروسك.
٣- قوة حمرين تكونت من تنظيمات سفين، أزمر، سكرمة.
٤- قوات خبات من منظمتي وساكا وجارجل.
٥) المنظمات التابعة لقيادة الثورة هي منظمات كاروخ، سورداش، كوفند،كورز، أراس.
٦- الهيئة الخاصة لمدفعية الثورة.
٧- قوات اسناد باباكوركور التابعة للفرع الثالث للحزب الديمقراطي الكوردستاني.
٨- قوات اسناد زمناکو التابعة للفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني.
٩- قوات المقاومة الشعبية.
١٠- القوات التابعة للفروع(الثاني والثالث والرابع) للحزب.
١١- مفرزة من الحزب الشيوعي العراقي.
١٢- لجنة الحرية ومسؤولها علي شعبان، ولكن كانت تؤدي مهامها بإشراف ورعاية نيجيرفان بارزاني، ومهمتها تأمين الأرزاق والمستلزمات الخاصة بجبهات الحرب، وكان مقرها في مجمع زيوة.
اندلاع المعركة و الهجمات:
في ١٧ تموز ١٩٨٨، وافقت جمهورية إيران الإسلامية على وقف إطلاق النار مع العراق، وبعد ذلك بيومين، أي في ١٩ تموز ١٩٨٨ شن الجيش والقوات المسلحة تابعة للنظام البعثي هجوماً واسع النطاق على المناطق التي تسيطر عليها الثورة في منطقة خواكورك في برادوست. بقيت أسابيع فقط على انتهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات بين البلدين بشكل نهائي، قررت قوات پیشمرگة كوردستان بقيادة مباشرة من الرئيس مسعود بارزاني حماية أراضي كوردستان وحياة أولئك الذين فروا إلى الحدود هرباً من اضطهاد النظام البعثي بمشاركة القادة فاضل ميراني، حميد أفندي، زعيم علي، آزاد قره داغي، د. روژ نوري شاويس، د. جرجيس حسن والعقيد يونس روژبياني والمقدم يعقوب والملازم بابكر زيباري والسيد صالح وقادر قادر وعمر عثمان إلى جانب قوات الپیشمرگة الذين توزعوا على محاور القتال، وشكّل هؤلاء جبهة حرب مواجهة وفق خطة عسكرية محكمة وتصدوا ببسالة لكل هجمات جيش النظام البعثي، والذي كان آنذاك خامس جيش في العالم من حيث القوة والسلاح والعتاد.
ولا شك أن ملحمة خواكورك كانت امتداداً لحملات النظام البعثي العسكرية في الأنفال والهجمات الكيماوية على حلبجة وأماكن أخرى من كوردستان، في منطقة مثلث حدودي ضيق، وعندما قامت الحكومة العراقية ببناء قوة كبيرة من القوات الجوية والبرية كقوات المغاوير والوية المشاة والمرتزقة المأجورين مدعمة بالطائرات الحربية والمدفعية وأسلحة الدمار الشامل الكيميائية، وبدون شك، فقد رفضت الثورة والشعب الكوردي بشدة هذه الحملة العسكرية كمواجهة من قبل الپیشمرگة وقوات المقاومة الشعبية بأسلحتهم وعن طريق نسائهم وأطفالهم وذلك من خلال جمع المواد الغذائية والملابس ونقلهم إلى ساحات القتال.
بدأت المعركة اولاً خلف لولان في خنيرة، بعد أن أنزل الجيش العراقي قوة عسكرية بمروحية على جبل شكيو في ٢١ تموز ١٩٨٨ للاستيلاء على مواقع استراتيجية في المنطقة، لكن في اليوم التالي أي في ٢٢ تموز، هاجمت قوات پیشمرگة حمرين على قوات الجيش العراقي، وبعد معركة عنيفة، هُزم الجيش العراقي بأكمله وأوقعت فيهم خسائر فادحة من القتلى والجرحى مع اسر ثلاثة جنود، وبعد انتهاء المعركة خسرت الثورة أحد افراد الپیشمرگة، وفي ٢٤ تموز استمرت وتزايدت تحركات الجيش العراقي في جبال شكيو وسرسول، وكان من الواضح أنهم كانوا يستعدون لهجوم كبير.
في تمام الساعة ١٠:٣٠ من صباح يوم ٢٧ تموز ١٩٨٨، شن الجيش العراقي هجوماً كبيراً على مواقع الپیشمرگة تحت اسم "توكلت على الله"، وتقدم من سرسول نحو سياره التي تقع في اعالي شيخانوك دون انْ يشعر به أحد، وعلى اثر ذلك وقعت عدة سيارات في كمائنه، وتم اعتقال مواطن وابنه البالغ من العمر ١٢ عاماً واقتادوهما الى مكان مجهول، وعندما أدركت الپیشمرگة ذلك، هاجموهم انتقاماً وكرد فعل واستطاعوا هزيمتهم، وقد تم اسر ٢٤ جندياً بينهم أربعة ضباط، واستشهد في المعركة ثلاثة من الپیشمرگة اثنان منهم من پیشمرگة منظمة موساكا والآخر من پیشمرگة الفرع الأول للحزب، نفذ هجوم الجيش العراقي الفوج الثالث من اللواء الثاني المغاوير والفوج الأول المغاوير المستقل من الفرقة الثالثة، ووفق معلومات وتقرير قوات الپیشمرگة حول اضرار وخسائر قوات الجيش العراقي في هذه الحرب، فقد قتل اكثر من ١٠٠ جندي من قوات المغاوير.
مضت عدة ايام على دخول العراق وايران في عملية وقف اطلاق النار، لكن بحسب اشارة التي وردت من كتاب بارزاني وحركة التحرر الكوردية، ففي ٢٦ تموز ١٩٨٨ قام السيد باقر طباطبائي قائد مقر نصر رمضان الإيراني مع مجموعة من مقاتلي الحرس الثوري وحزب الله بهدف نقل مقرهم الى داخل الاراضي الأيرانية بزيارة وادي رش في المنطقة، دون علمهم بأن الجيش العراقي يمنعهم من المرور، واثناء ذهابهم وقعوا في كمين للقوات العراقية واعتقلوا جميعاً وتم رميهم بالرصاص في نفس المكان، وعندما هاجمت قوات الپیشمرگة القوات العراقية في اليوم التالي اي في ٢٧ من الشهر نفسه، هزمتهم وأخرجتهم من المنطقة، وقد قامت الپیشمرگة بنقل جثامينهم وتسليمها الى المقر المذكور، ولكن لا توجد اي اشارة حول موقف ايران ازاء تلك المخالفة للجيش العراقي، بل على العكس من ذلك، وبعد يومين، في ٢٩ تموز، حاولت القوات العراقية التقدم مرة أخرى وهاجمت نفس المكان، وتصدت لهم قوات الپیشمرگة بقيادة زعيم علي بقوة شديدة، وبعد معركة قوية تم دحر القوات العراقية، والى جانب القتلى والجرحى، فقد تم اسر ثلاثة جنود، ومن بينهم ضابط من قوات المغاوير.
وبعد هزيمة الجيش العراقي في هذه الهجمات أمام الپیشمرگة، غير خطته القتالية ولجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية في مرتفعات نازداري داغ في خواكورك ومقرات الپیشمرگة في كادر وأماكن أخرى عن طريق طائرة (بیلاتوس بی سی ٧) في صبيحة ٣ آب ١٩٨٨، ونتيجة لذلك أصيب ٦٠ من الپیشمرگة،حيث أصيب بعضهم بالعمى بسبب الهجوم بالغاز الكيميائي الذي شنه النظام البعثي، ولم يلحق الضرر بقوات الپیشمرگة فحسب، بل أفنى العديد من الحيوانات في قرى شمال كوردستان، وبغية تنظيم وتعزيز قوات اللاجئين في قررت قيادة الثورة في الأول من آب عام ١٩٨٨ تعيين المقدم يعقوب مسؤولاً للقوة، حيث كانت القوات الحكومية تزيد الضغط تدريجياً على مواقع الپیشمرگة، وخاصة في محور قوة برزان، استمرت الهجمات الحكومية حتى السابع من الشهر وفي المقابل قامت قوات الپیشمرگة بتعزيز وصيانة مواقعها الدفاعية، تم أسر ثلاثة جنود من المغاوير كرهائن في هجوم على حدود جبل شكيو، وحقق الجيش العراقي بعض التقدم في محور كلي رش وصولا الى دريا سور، ونتيجة ذلك فقد قام الحرس الثوري الأيراني وجماعة حزب الله الذين كانوا متواجدين في خواكورك بتفجير كل ما كان بحوزتهم من الاعتدة والمستلزمات العسكرية وغادروا المنطقة وفروا، وبذلك وقع الثقل الكامل للمعركة على اكتاف پیشمرگة الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي، أما الأحزاب الأخرى المنضوية في الجبهة الكوردستانية لزمت الصمت والحياد ولم تشترك في المعركة، بل حتى غادرت المنطقة، في ٨ أب ١٩٨٨، شن الجيش العراقي هجومًا كبيراً على جبهة موصلوك وجبهة شيخانوك، وبعد معركة حامية حقق بعض التقدم ووصل إلى باراوا، ولم تتبق سوى مرحلة واحدة للوصول إلى شيخانوك، لكنها تم توقيفه هناك، وإلا لسيطرت على شيخان وسيباره بالكامل، مما كان يشكل خطراً كبيراً على العائلات التي بقيت في أماكنها لأنها لم تعبر الحدود الإيرانية بعد، وفي مساء يوم ١٠ آب هاجم الجيش العراقي الجبهة الشرقية في ملزرد، لكن قوات الپیشمرگة التابعة لمنظمة ريباز تصدت بقوة للهجوم ودحرته، وأصيب قائد الفوج الثالث في اللواء ٦٨ قوات خاصة برصاص قوات الپیشمرگة ووقع في ايدي الپیشمرگة لكنه توفي لاحقاً متأثراً بجراحه.
لم يخسر الپیشمرگة في هذه الجولة من القتال، وفي مساء يوم ١٠ آب ١٩٨٨، هبطت قوة كوماندوز قوامها حوالي ١٥٠ جندياً في ١٠ مروحيات في منطقة تسمى دوله ترشين، لكن قوات الپیشمرگة المكلفة بحماية الحدود قاومتهم وطاردتهم حتى تم تدمير القوة بأكملها، ومن قُتل قُتل ووقع الباقون أسرى لدى قوات الپیشمرگة، وقد شكل ذلك ضربة كبيرة لقوات الجيش العراقي، خاصة على الصعيد المعنوي، إلا أنه كان له أثر كبير على معنويات ومقاومة قوات الپیشمرگة، ورغم نجاح قوات الپیشمرگة في دحر جميع هجمات الجيش العراقي وإحداث أضرار جسيمة، إلا أن قيادة الثورة واصلت مراجعة وإعادة تنظيم جبهات القتال، وقد تم تعيين المقدم يعقوبي قائداً لجبهة القتال، وكل من العريف درويش وحميد أركوشي مساعدين له.
وبينما استمرت المعارك والهجمات كانت منظمتا كاروخ و ١١ ايلول بقيادة أحمد ماله سوار على جبهة حشكا وسار كوراوا. وفي إحدى المعارك واجهت قوات الپیشمرگة مسلحين من قوات المرتزقة المأجورين في بعض الأماكن واجبرتهم على التراجع، وعلى اثر ذلك استشهد احد افراد الپیشمرگة واصيب ثلاثة آخرون بجروح، واستمرت المعارك في كل محاور القتال، وكانت قوات الپیشمرگة للعدو بالمرصاد، وفي مساء يوم ١١ آب ١٩٨٨ وعلى الرغم من القصف العنيف على مواقع الپیشمرگة، هاجم المرتزقة المأجورين مرة أخرى، ولكن واصلت قوات الپیشمرگة الدفاع، حيث تمكنت دحر قوات العدو وقد تركوا جثة احد المرتزقة في ساحة المعركة، وفي اليوم نفسه وصلت قوة من الپیشمرگة مكونة من ١٥ فرداً من منظمة كورز إلى ساحة المعركة، وفي اليوم التالي أي في ١٢ آب، وصلت قوة من المقاومة الشعبية قوامها حوالي ٨٠ فرداً إلى ساحة المعركة لدعم قوات الپیشمرگة وحماية ارض الوطن.
في ١٣ آب ١٩٨٨ دار قتال عنيف على جبهتي كوراوا وقبري ظاهر من الساعة ٤ صباحًا حتى ٥ مساءً، في العديد من الأماكن كان القتال يدور بالأيدي، ورغم عدم معرفة حجم الخسائر في صفوف الجنود والمرتزقة المأجورين، إلا أنه تم إحباط كل الهجمات، وفي ١٤ آب هاجمت القوات الحكومية جبهات كاني رش وخروان وسيرو في جبهة قوات بارزان لكنها هُزمتأ اما في محور خواكورك، فقد حاولت القوات الحكومية التقدم مرة اخرى، ولكن تصدت لها قوات الپیشمرگة واستطاعت دحر الهجوم ومنعهم من التقدم. وفي ١٤ أب، وصلت قوات الپیشمرگة من الفرعين الثالث والرابع بقيادة سيد صالح وقادر قادر إلى ساحة المعركة لدعم قوات الپیشمرگة، وفي اليوم التالي اي في ١٥ من الشهر وصلت قوة اخرى من لجنة محلية حلبجة الى خواكورك وجبهات القتال، مما رفع ذلك من معنويات قوات الپیشمرگة كما شكّل دعماً كبيراً لساحات القتال.
وطوال أيام شهر آب الماضي، واصلت القوات العراقية مهاجمة مواقع الپیشمرگة دون الاستسلام للضغط عليهم وإخلاء المنطقة، إلا أن قوات الپیشمرگة تصدت لها بكل ما اوتيت من قوة وبسالة على امتداد كافة الجبهات، بل كانت تجبرهم على التراجع، وفي الساعة ٢:٣٠ دقيقة من مساء يوم ١٥ آب ١٩٨٨، قصفت مدفعية الجيش العراقي جميع مواقع الپیشمرگة وكانت شدة القصف شديدة لدرجة أنه كان من المتوقع أن يتسبب في خسائر فادحة، وبعد مرور ساعة ونصف وبالأحرى في الساعة الرابعة عصراً توقف القصف، شنت القوات العراقية المؤلفة من الجيش و المسلحين المأجورين هجوماً برياً، لكن داهمتهم قوات الپیشمرگة من كل الجهات وتصدت لهم حتى دحروا الهجوم، يقول الرئيس مسعود بارزاني الذي كان يشرف بشكل مباشر على القتال: لقد تحدثت إلى جميع المنظمات عبر جهاز اللاسلكي، الأمر المهم للغاية هو أن معنويات الپیشمرگة كانت عالية جداً، لم يهتموا بهجوم العدو، أما من ناحية الخسائر والأضرار اصيب بعض من الپیشمرگة بجروح، وفي المقابل تكبد القوات العراقية خسائر كبيرة في الارواح والمعدات، حيث ترك العدو ٤٦ جثة في ارض المعركة.
وفي ١٦ آب ١٩٨٨ اشتد القتال بين الجانبين، استمر دفاع ومقاومة قوات الپیشمرگة، وفي ١٩ آب استشهد عدد من افراد الپیشمرگة في الفرعين الثالث والرابع ومن قوات المقاومة الشعبية، وكان القصف والقصف المدفعي شديداً لدرجة أنه كانت تسقط ما بين ١٠ إلى ١٥ قذيفة مدفع على الأرض في المرة الواحدة، مما أدى إلى تحول المنطقة إلى قطعة من النار، وفي ٢٠ آب اندلعت معركة حامية بين القوتين، ووجهت قوات الپیشمرگة ضربة كبيرة للقوات العراقية، ودمرت اللواء ٧٠٢ التابع للفرقة ٤٥ من الفيلق الأول تدميراً كبيراً، ما أدى ذلك إلى مقتل عدد من كبار الضباط ومن بينهم آمر فوج وآمر سرية، وفي الأيام التالية، وبسبب الهزائم المتتالية للقوات الحكومية، لم تعد الهجمات مكثفة وحامية ولقد تم إسقاط طائرتين مروحيتين، كل هذه الأمور رفعت من معنويات قوات الپیشمرگة، وعلى خلاف ذلك كانت معنويات القوات العراقية تهبط بأستمرار، فجمع الجيش قواته وهاجم جبهة كوراوا كما جرت العادة، وتصدت لهم الپیشمرگة بعد معركة عنيفة، تمت دحر هجومهم وصده. وفي ليلة ٢٤/٢٥ آب ١٩٨٨، جمع الجيش العراقي ما تبقى من قواته وهاجم جبهة كوراوا، وكما في كل مرة، تصدت لها قوات الپیشمرگة وبعد معركة حامية تم دحر هجوم الجيش وأرغم على التراجع وترك ارض المعركة.
تعدّ سري كوراوا أعلى قمة في منطقة خواكورك لذلك اعتبرت موقعاً استراتيجياً من الناحية العسكرية، ولهذا السبب كان الجيش العراقي يضغط عليه للسيطرة على المنطقة المحيطة، كما كان هناك مرتفع آخر عند النقطة الأخيرة من الحدود العراقية وهو جبل رقيب غرب خواكورك، لم تنشر فيه اية قوة من الپیشمرگة بسبب اتساع جبهة القتال، وحاول الجيش العراقي الوصول إلى الارتفاع من الخلف، أي من داخل الأراضي التركية والالتفاف على قوات الپیشمرگة، لكن عندما أدركت قوات الپیشمرگة ذلك، شكلت قوة كبيرة من الپیشمرگة من قوات بارزان، ولم تسمح لهم بالتقدم، وتصدت لهم قوات الپیشمرگة عند سفح جبل رقيب بكل بسالة، ومنعتهم من تجاوز المنطقة، و بعد انتهاء الأشتباكات تقرر الأنسحاب والتراجع.
كان القتال يشتد بأستمرار، وفي ٢٧ آب استشهد اثنان من الپیشمرگة في قبر ظاهر بسبب الهجمات المكثفة التي شنتها القوات العراقية، وفي ٢٨ آب استشهد خمسة من افراد الپیشمرگة في قصف على مقر منظمة جارجه ل، وفي الليلة نفسها، هاجمت قوة تابعة للواء ٦٦ الخاص (قوات خاصة) مواقع الپیشمرگة في حدود كوراوا، وبعد معركة حامية ومقاومة قوية من الپیشمرگة اندحرت قوات العدو هذه المرة ايضاً وارغمت على التراجع بعد الحاق خسائر كبيرة وخاصة في الفوج الثاني من اللواء المذكور، واستشهد اثنان من الپیشمرگة وأصيب قائد الپیشمرگة أنور حاج عثمان بجروح.
وفي ٣٠ من الشهر نفسه، هاجمت القوات الحكومية مرة أخرى في حدود كوراوا ودار قتال عنيف من الساعة ٥ صباحاً حتى ٤ عصراً، تصدت لها قوات پیشمرگة الفرع الرابع بقوة والحقت بها خسائر كبيرة وتم دحر الهجوم، واستشهد أحد افراد الپیشمرگة في هذه المعركة واصيب خمسة آخرون بجروح، وفي ٤ أيلول ١٩٨٨، هاجمت قوات زمناكو من الفرع الرابع قواعد الجيش والقوات الحكومية في منطقة جمكه بي، مما أدى إلى نشوب معركة حامية الوطيس استمرت ثماني وأربعين ساعة، وتمكنوا من توجيه ضربة قوية للقوات العراقية وأوقعوا بينهم خسائر فادحة من القتلى والجرحى، فيما استشهد اثنان من افراد الپیشمرگة.
وبعد أن استخدمت القوات الحكومية كل ما لديها من قوة وقدرة لمهاجمة مواقع الپیشمرگة من كافة الجبهات، لم تحصل القوات الحكومية على أية مكسب غير الهزيمة والخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، ولكنها استطاعت تحقيق بعض التقدم في بعض الأماكن، لكنها لم تقصر في القصف والغارات الجوية وازدادت كثافته بأستمرار، مما أدى ذلك إلى استشهاد وجرح عدد من الپیشمرگة، ورغم نقص الذخيرة في ساحات المعارك، وهو ما شكل مشكلة كبيرة لقوات الپیشمرگة، إلا أن شهر ايلول هو بداية موسم البرد في المناطق الحدودية، وبحسب إشارة إلى تجمد المياه في الحمالات المائية الشخصية للپیشمرگة، وهذا كان عائقاً آخر وسبباً للعبء الذي تواجهه قوات الپیشمرگة أمام القوات المسلحة للنظام البعثي التي كانت تمتلك قوة كبيرة مدججة بأسلحة لا تعد ولا تحصى، لذا وبعد مناقشة الوضع في ٥ ايلول ١٩٨٨، قررت قيادة الثورة انسحاب قوات الپیشمرگة من محاور القتال، وعلى ضوء قرار القيادة بدأت الپیشمرگة بالانسحاب من كافة جبهات القتال الدفاعية و في السادس من الشهر نفسه انسحبت كافة القوات.
خسائر الجيش والقوات العراقية في ملحمة خواكورك:
تكبد الجيش العراقي فی هذه الملحمة خسائر فادحة، منها مقتل وجرح نحو ١٠٠٠ جندي و مسلح مرتزق سقطت هويات ٣٥٠ منهم في أيدي الپیشمرگة، ومن بين القتلى الكثير من ذوي الرتب العالية والمناصب العسكرية، وجاء من مصدر آخر ان خسائر الأرواح للقوات الحكومية بلغت (٨٤٥٠) جندي ومسلح مرتزق ومن بينهم اكثر من ١٠٠٠ من حملة الرتب العسكرية العالية، فضلاَ عن اسر عدد كبير من الجنود وذوي الرتب العالية، ولكن تم الافراج عنهم من قبل قوات الپیشمرگة بأمر من قيادة الثورة، من جانب آخر تم في هذه الملحمة تحطيم اربع طائرات مروحية حربية وتدمير نسبة كبيرة من الأسلحة والأعتدة والمعدات العسكرية. وفيما يتعلق بالإفراج عن الاسرى، وبحسب مصدر، حيث القى الرئيس بارزاني في كلمة له بعد انتهاء المعارك وانسحاب قوات الپیشمرگة من ساحات القتال، شكر فيها قوات الپیشمرگة على مقاومتهم وشجاعتهم، طلب من الأسرى البالغ عددهم ٣٢ اسيراً والذين تم احتجازهم من قبل قوات الپیشمرگة الحضور، وأخبرهم أن لهم الحرية في العودة إلى وحداتهم العسكرية، ومن بين هؤلاء عاد ٣٠ جندياً إلى الجيش العراقي، واثنان منهم ينتميان إلى حزب الدعوة العراقي لم يعودا وطلبا السفر الى الخارج، قامت مجموعة من الپیشمرگة، بأمر من الرئيس بارزاني، بمراقبتهم وتوجيههم حتى التحقوا مرة أخرى بالقوات الحكومية في منطقة تسمى خانه سبي، ومن هناك، راقب الپیشمرگة الجنود الأسرى من مسافة بعيدة حتى وصلوا إلى القاعدة العسكرية العراقية، وعندما وصلوا، قاموا على الفور باعتقال الجنود الثلاثة واعدامهم رمياً بالرصاص.
وجاء في مصدر آخر، حيث اصيب ضابط في الجيش العراقي برتبة ملازم أول بجروح في إحدى المعارك واحتجزته قوات الپیشمرگة كأسير، ونقلته إلى مؤخرة المعركة لتلقي العلاج، وفي الطريق، سأل الجريح البشمركة عما يفعلونه به، فأجابوه أنهم سيأخذونه إلى الطبيب لتداوي جروحه، لكن الضابط رفض وقال لهم إن قتله أفضل من علاج جروحه، اقتلوا أي شخص تأخذونه اسيراً من جنود الجيش، لأنكم راضون بهذه الحياة في الجبال، أما نحن نقاتلكم، وانتم تقومون بمداواتنا، علماً ان هذا الضابط فارق الحياة بسبب شدة جراحه.
كان معظم القتلى من منتسبي الأفواج والألوية ادناه ونستطيع القول انهم انتهوا جميعاً، والوحدات العسكرية التي خسرت جنودها هي:
١- الفرقة ٣٣
٢- الفرقة ٤٥
٣- الفرقة ٣٥
٤- الفرقة ١٨
٥- اللواء٦٨ قوات خاصة
٦- اللواء ٦٦ قوات خاصة
٧- الفوج الأول المغاوير المستقل
٨- اللواء ٧٠٢ مشاة
٩- اللواء ٤٠٢ مشاة
١٠- اللواء ١٢٠ مغاوير
١١- اللواء ٢ مغاویر
خسائر قوات الثورة
وفي المعركة التي بدأت في ١٩ تموز ١٩٨٨ واستمرت حتى ٥ أيلول ١٩٨٨ اي نحو ٤٥ يوماً، بلغت خسائر قوات الثورة ٣٨ شهيداً من الپیشمرگة و١٠٤ جرحى.
مكاسب وغنائم الثورة:
استطاعت قوات الپیشمرگة في هذه الملحمة الأستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والأجهزة اللاسلكية والمعدات العسكرية واصبحت مكسباً للثورة مثل:
اكثر من ٦٠٠ قطعة سلاح خفيفة وثقيلة مختلفة.
١٨ جهاز لاسلكي وكمية كبيرة من المعدات العسكرية والأعتدة المختلفة.
نتائج المعركة:
وكانت للمعركة أهمية كبيرة من النواحي السياسية والعسكرية والأستراتيجية، فمن الناحية العسكرية، تمكنت الپیشمرگة خلال ٤٥ يوماً للقتال من تحقيق انتصار كبير، ودحرت معظم هجمات القوات المسلحة، وحصلت على الكثير من الأسلحة والذخائر، كما تسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات للجيش العراقي، ومن الناحية السياسية افشلت حلم العاصمة العراقية بغداد، التي كانت تعتقد أن انتهاء الحرب مع إيران سينهي دفاع الثورة الكوردية، ولكن ملحمة خواكورك ابطلت كل هذه التوجهات والآراء.
إن استمرارية وصمود الپیشمرگة في مواجهة عشرات الهجمات من قبل الجيش العراقي والقوات المدعومة بالقصف المدفعي وقصف الدبابات والمدفعية والطائرات الحربية واستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً لمدة ٤٥ يوماً، تحولت إلى ملحمة تاريخية.
لقد أثبتت ملحمة خواكورك هذه الحقيقة وهي أن انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية لن يؤثر على تعطيل الثورة الكوردية، لكن قوات الپیشمرگة ستستمر في تسجيل أنشطة الملاحم والفعاليات القتالية البطولية، وبعد انتهاء ملحمة خواكورك ألقى الرئيس مسعود بارزاني كلمة تاريخية لقوات الپیشمرگة قال فيها: لن يمر وقت طويل حتى يشهد العراق في وقت قصير تغييرات، ودعا قوات الپیشمرگة إلى الاستعداد للتغيرات التي تستجد في المنطقة، وهذا ما حدث ففي آب ١٩٩٠، غزا العراق دولة الكويت واحتلها خلال ٢٤ ساعة، وتغير الوضع وادى ذلك إلى فرض قرار الأمم المتحدة المرقم ٦٨٧ على العراق، تلاها اندلاع حرب الخليج، وفي ربيع عام ١٩٩١ حدثت الأنتفاضة الجماهيرية في جنوب كوردستان، حيث جرى طرد وابعاد كافة المؤسسات الحكومية البعثية والجيش والقوات المسلحة للنظام البعثي من مدن وبلدات كوردستان.
كان لمعركة خواكورك صدى كبير في وسائل الأعلام العالمية وايضاً حول الهجمات المتكررة التي شنها الجيش العراقي لقمع وابادة الكورد، سيما بعد الأنتهاء من الحرب مع ايران التي استمرت ثماني سنوات، ومن ثم توجه النظام صوب كوردستان حيث اتخذ خطوات فاقت كل التصورات منها استخدام الاسلحة الكيميائية والغازات السامة المحرمة دولياً ضد السكان المدنيين العزل، كما نشرت وسائل الأعلام العالمية البطولات و التضحيات التي ابدتها قوات الپیشمرگة ومقاومتها الشديدة وتصديها للهجمات واعتداءات الجيش والقوات العراقية، ومن بين وسائل الأعلام، اذاعة لندن، وكالة اسوشيتدبريس، صحيفة رسالة طبعة ايران، اذاعة صوت امريكا.
المصادر:
١- چارلز تریب، مێژووى عێراق، وەرگێڕان، محەمەد حسێن ئەحمەد و عەبدولقادر کەلهور، پێداچوونەوە، د. محەمەد عەبدوڵڵا کاکەسور، چاپى سێیەم ، (چاپخانەى ڕۆژهەڵات- هەولێر- ٢٠١٣).
٢- هاوکار محەمەد محەمەدڕەشید، خەباتى چەکدارى لە باشوورى کوردستان١٩٧٦-١٩٨٨، (چاپخانەى دانیشفەڕ- هەولێر- ٢٠٢٤).
٣- مهسعود بارزانی، بارزانی و بزوتنهوەی ڕزگاریخوازی كورد، بهرگی چوارم، ١٩٧٥-١٩٩٠ شۆڕشی گوڵان، بهشی دووەم، چاپی یهكهم، (چاپخانهی ڕوكسانا- ٢٠٢١).
٤- وەلى زبێر هۆستانى، چەند داستان و ڕووداو و بەسەرهاتێک لە شۆڕش و ڕاپەرینەکانى بارزاندا، چاپى یەکەم، (چاپخانەى ڕۆژهەڵات- هەولێر- ٢٠١٧).
٥- غازى عادل گەردى، پێشمەرگەیک لە خزمەت ریبازى بارزانیدا- حجى بیڕۆخى، بەرگى دووەم، ( چاپى دووەم- تورکیا- ٢٠٢١).
٦- حاجی میرخان دۆڵەمەرى، گەڕان بەدواى دادپەروەریدا، بەرگى دووەم، چاپى دووەم، (کوردستان- ٢٠٢١).
٧- عومەر عوسمان، ژیانى کوردێک، بەرگى یەکەم و دووە، چاپى دووەم، (چاپخانەى موکریانى- ٢٠٠٨).
٨- شیمال زێباری، هندەك ڕاستیێن ڤهشارتی د شۆڕشا گولانێدا، چاپی یهكهم، (چاپخانهی ڕۆژههڵات- ههولێر- ٢٠١٥).
٩- ئەرشیفى دەستەى ئینسکلۆپیدیاى پارتى دیموکراتى کوردستان.