ملحمة باطوفا ١٩٦٢

عد أشهر من اندلاع ثورة أيلول، شنت حكومة عبد الكريم قاسم سلسلة من الهجمات على المناطق الخاضعة لسيطرة الثورة. بمساعدة العملاء (جاش) لكن البيشمرگة قاومتهم فی کل مرە وهزمت هجماتهم. استمرت ملحمة باطوفا، التي وقعت في ٢١ مايو ١٩٦٢، لمدة ٤٥ يومًا. و بعد مقتل مجموعة من الضباط والجنود انسحبت الحكومة دون أي انجاز.


وكانت منطقة باطوفا من الأماكن التي تعرضت لهجوم الجيش العراقي منذ بداية الثورة، وبدأ الجيش العراقي هجومه على المنطقة في أيار ١٩٦٢ بعدد كبير من الجنود و الملاء وبدعم من بالدبابات والمدافع والمدرعات وسلاح الجو تحت قيادة العقيد مجيد السبعاوي الذي قاد القوات الحكومية في بادينان، بدأ هجوم الحكومة في ٢١ أيار من زاخو للسيطرة على مقر القوة ١ في منطقة برواريان، في حين أن منطقة جغرافية واسعة من بادينان كانت واقعة تحت سيطرة الثورة. كما ذهب البارزاني زعيم الثورة إلى منطقة سوران لإيصال الثورة إلى كافة المناطق الأخرى، وقاومت قوات البيشمركة الكوردستانية المنظمة بالسلاح الخفيف، والتي تضمنت بنادق بريطانية  والبرنو، الجيش العراقي الضخم و المدجج بأحدث الأسلحة. وقاد منطقة زاخو قائد القوة عيسى سوار ومساعده علي هالو.

واصل الجيش العراقي هجومه لمدة ٤٥ يومًا، لكنه فشل في نقل قواته من طريق زاخو- باطوفا السريع إلى القرى المحيطة. في خضم المعركة، انضم جندي إلى صفوف الثورة بقذيفة هاون (عقدة 3) وغير اتجاه فوهة الهاون باتجاه الجيش العراقي وبدأ في قصفها. تغيرت موازين المعركة على الفور، حتى أنها أثرت على الطائرات عندما كانت تنقل القوات إلى ساحة المعركة وكانت تصفت مواقع الإنزال. هذا جعل من الصعب عليهم القيام بمهمة إنزال الجيش.

وشن الجيش العراقي في هذه المعركة أكثر من عشر هجمات على قرى كلخوار ودحلي وخيزاو، لكنه لم يتمكن من الوصول إليها، فبدأ بقصفها بشكل مكثف. وألحق القصف أضرارا جسيمة بأهالي القرية جراء انهيار منازلهم وحرقها وإخلاءها حفاظاً على أرواحهم. كما هاجم العملاء (جاش) قرية بغباري رغم إخلاء القرية. إلا أن قوات البيشمركة منعتهم من الوصول إليهم وتصدت للهجوم رغم إحراق منزلين في القرية من قبل العملاء.

عندما وصل هجوم الجيش إلى قرية (آفا كنين) بالقرب من باطوفا، وعدت قوات البيشمركة بقيادة عيسى سوار بعدم السماح لهم بتحقيق أهدافهم. على الرغم من وصول القوات الحكومية إلى معسكر باطوفا العسكرية، إلا أن البشمركة منعتهم من التقدم أكثر. لقد حاولوا جاهدين إبعادهم ، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك واضطروا إلى محاصرتهم. وبعد أن حاولت القوات الحكومية كسر الحصار وتنفيذ خطتها، لكن جهودهم باءت بالفشل، واستمر القتال بينهم، مما أسفر عن مقتل قائد القوات الحكومية العقيد مجيد السبعاوي وعدد من الجنود. بعد مقتل قائدهم وبقاء القوات الحكومية في المنطقة لمدة ٢١ يومًا، سمحت البيشمركة لهم بالعودة إلى زاخو. وبعد انسحاب القوات الحكومية اختفى التهديد على مقر القوة الأولى في زاخو.

تكبد الجيش العراقي ما يقدر بنحو ٢٠٠ قتيل وجريح في الهجوم الذي استمر ٤٥ يوما بينهم مجيد السبعاوي وعدد من الضباط الآخرين، فضلا عن تدمير عدة آليات عسكرية وإسقاط طائرة قرب قرية أفاكنين. وبعد انتهاء المعركة تمثلت خسائر البيشمركة في استشهاد خمسة من البيشمركة و مواطنين كانوا في قوات الدفاع الوطني ودعم البيشمركة.


المصادر:

١- ئارى کەریم، چەند لاپەڕەیەکى زیندوو لە شۆڕشی ئەیلوولدا، چاپخانەى خەبات، دهۆک ١٩٩٩.

٢- مسعود بارزانی، بارزانی و بزوتنەوەى ڕزگاریخوازی کورد، بەرگی سێیەم، بەشی یەکەم، شۆڕسی ئەیلوول ١٩٦١-١٩٧٥، چ: یەکەم ٢٠٠٤.

٣-هۆژین مەسعود سەرنى، شورەشا ئیلونێ ل دەڤەرا بەهدینان ١٠٦١- ١٩٧٥، چاپى یەکەم، ٢٠١٨.

٤- حاجى میرخان دۆڵەمەرى، گەڕان بەدواى دادپەروەریدا، بەرگى یەکەم، چاپى دووەم، چاپخانەى اسراء، تاران، ٢٠٢١.

٥- شەوکەت مەلا ئیسماعیل حسن، ڕۆژانێ لە مێژووى شۆرشى ئەیلوول، چاحى یەکەم، هەولێر، ٢٠٠٧.


مقالات ذات صلة

معركة منطقة سنديا ١٩٨٧

اندلع هذا القتال نتيجة لهجوم واسع النطاق من قبل الجيش العراقي مدعوماً بالدبابات والمدفعية والطائرات الحربية والمرتزقة المأجورين على منطقة سنديا، وتصدت قوات پیشمرگة كوردستان للقوات الحكومية في ٥ نيسان ١٩٨٧ لحماية المنطقة من الدمار وتخريب القرى، وانتهت المعركة بانتصار قوات الپیشمرگة وهزيمة القوات العراقية.

مزيد من المعلومات

معركة گلنازکى١٩٨٤

وقعت معركة گلنازکى في ٢٤ آب ١٩٨٤ اثناء مواجهات بین قوات الپیشمرگة مع قوة كبيرة من الجيش العراقي والمسلحين المأجورين، بدعم من الدبابات والمدافع والطائرات الحربية، حيث قامت حكومة الابعث بهجوم على عدة مناطق في زاخو بمنطقة بهدينان، وبعد ثمانية ايام من الهجمات والمداهمات المستمرة، منيت القوات الحكومية بهزيمة نكراء مخلفة ورائها خسائر بشرية ومادية كبيرة.

مزيد من المعلومات

معركة سورداش وعدة مناطق تابعة للسليمانية١٩٦٩

عندما استولى البعثيون على السلطة في العراق للمرة الثانية، كان أحد مخططاتهم العدوانية هو إنهاء الثورة الكوردية. ولتنفيذ أجندتهم شنّوا في عام ١٩٦٩ حملة هجومية واسعة على مناطق ثورة أيلول، وذلك بالتعاون والدعم من زمرة المكتب السياسي القديم، لكن قيادة الثورة بخطة وتنظيم محكمين، تصدت لهم وأفشلت جميع خططهم العسكرية.

مزيد من المعلومات

معركة سيناوە و بردینا ١٩٦٣

وقعت معركة سيناوه وبردينا في صيف عام ١٩٦٣ بين قوات پيشمرگة كوردستان والجيش العراقي مدعوماً بالأسلحة الثقيلة والقصف المدفعي والقصف الجوي في منطقة سپييلك غرب بلدة خليفان، وذلك عندما حاولت الحكومة العراقية السيطرة على منطقة بارزان، وبعد معركة حامية واستشهاد ٨ من الپيشمرگة، تم اتخاذ قرار بانسحاب قوات الپيشمرگة من تلك المواقع.

مزيد من المعلومات

معركة رواندوز ١٩٦٥

حدثت هذه المعركة في صيف عام ١٩٦٥ في جبل كورك ورواندوز وسهل ديانا، كان هدف قيادة الثورة من هذا الهجوم هو السيطرة على جبل كورك ووادي علي بگ، كرد فعل على هجمات الجيش العراقي المتواصلة على زوزك وهندرين وأماكن أخرى للضغط على قيادة الثورة في منطقة بالكايتي.

مزيد من المعلومات