الظروف والأسباب
استؤنف القتال في شهر شباط ١٩٦٥ بين الكورد والحكومة العراقية، وبعد استئناف القتال نقلت قيادة الثورة مقرها من بشدر إلى بالك، بعد أن يأست الحكومة الإيرانية تماماً من إبراهيم أحمد وحاشيته، حاولت الاتصال بقيادة الثورة والتوصل إلى اتفاق معها في العراق. كانت نتائج تلك المحاولات تقديم المساعدات الكبيرة من الحكومة الملكية الأيرانية للثورة ضد النظام الحاكم في العراق.
عشية حرب النظام، توسط عدد من الشخصيات والمثقفين الوطنيين داخل وخارج كوردستان بين الزعيم مصطفى بارزاني ومجموعة المكتب السياسي القديم الذين لجأوا إلى إيران وطالبوه بإصدار عفو عنهم، وقد اصدر بارزاني قراراً بالعفو عنهم دون قيد أو شرط، لذا عادوا جميعاً إلى كوردستان في ٦ تموز ١٩٦٥، باستثناء إبراهيم أحمد الذي طلب البقاء في طهران. وبعد عودة مجموعة إبراهيم أحمد بقرار من الزعيم مصطفى بارزاني، التحق البيشمركة بصفوف الثورة وتم اسكان قادتهم بإشراف جلال طالباني في وادي رقة ، وبعد فترة اتصلوا من وادي الرقة سراً بالحكومة العراقية.
بعد اغتيال رئيس الجمهورية العراقية عبد السلام عارف، خلّفه شقيقه عبد الرحمن عارف، واتصل بقيادة الثورة مباشرة ودعا إلى إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب، وأرسلت الحكومة وفداً الى گلالة لهذا الغرض، واجتمع الوفد مع قيادة الثورة، ولكن انضمام أعضاء مجموعة المكتب السياسي القديم الى جانب الحكومة عرقل المفاوضات، وأدى ذلك الى استئناف الحرب، وخططت الحكومة بمساعدة مجموعة المكتب السياسي القديم لهجوم واسع النطاق، و فعلاً استأنفت الحكومة هجماتها في ٢ آيار١٩٦٦.
وقد منيت الحكومة بالهزيمة في هذه الجولة من الحرب، ويأست من احراز النصر، وارسلت الحكومة في ١٥ حزيران ١٩٦٦ وفداً إلى گلالة حيث مقر الزعيم مصطفى بارزاني للتفاوض على وقف إطلاق النار، واجتمع الوفد في ١٨ حزيران من الشهر ذاته مع الزعيم بارزاني، واتفق الجانبان على ارسال وفد من قيادة الثورة الى بغداد لغرض اجراء المفاوضات و ابرام الأتفاقية بينهما، وصل الوفد الى بغداد في ٢٢ حزيران وتم في ٢٩ حزيران التوقيع على الأتفاقية واعلانها ، وفي ٢٨ تشرين الأول ١٩٦٦ وصل رئيس الجمهورية عبدالرحمن عارف الى برزيوه واجتمع مع الزعيم مصطفى بارزاني.
بعد اتفاقية ٢٩ حزيران وتطبيع الأوضاع في كوردستان، تقرر التحضير لعقد مؤتمر جديد للحزب من أجل إعادة تنظيم صفوف الحزب من قبل قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
عقد المؤتمر
انعقد المؤتمر السابع في الفترة من ١٥ إلى ٢١ تشرين الثاني ١٩٦٦ في مدرسة ثانوية ناحية گلالة التابعة لمحافظة أربيل، بحضور ٤٢٥ مندوباً يمثلون ٣٠ ألف عضواً من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقدم المكتب السياسي تقريره السياسي للمندوبين وسلط الضوء على كافة الأحداث في كوردستان والعراق والمنطقة، وخاصة الإصلاح الزراعي وتأمين الشركات من قبل حكومة بغداد والانهيار الاقتصادي للعراق.
وتم في المؤتمر اتخاذ عدد من القرارات المهمة بشأن تنظيم وإدارة المناطق المحررة، وتمت صياغة دستور لمجلس قيادة الثورة. كما قرر المؤتمر ان يبعث الزعيم مصطفى بارزاني مذكرة بشأن تنفيذ بيان ٢٩ حزيران إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء.
وبالنسبة الى علي عبد الله ونوري شاويس اللذين كانا عضوين للمكتب السياسي في المؤتمر الخامس، واللذين انضما إلى صفوف مؤيدي اجتماع ماوه ت، وبسبب عدم تأييدهما من قبل مجموعة جلال طالباني - إبراهيم أحمد لذا اصبحا مرة اخرى كعضوين للمكتب السياسي. وبقي اسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني كما هو دون تغيير، وأعيد انتخاب الزعيم مصطفى بارزاني رئيساً للحزب، ولأول مرة حضر كل من إدريس بارزاني ومسعود بارزاني في مراسيم افتتاح المؤتمر.
اعضاء القيادة المنتخبون في المؤتمر السابع:
مصطفى بارزانی- رئيساً
حبيب محمد كريم
الدكتور محمود عثمان
صالح يوسفي
نوري شاويس
علي عبدالله
شوكت آكريي(عقراوي)
احمد اتروشي
يد الله الفيلي
مجيد اتروشي
عزيز آكريي(عقراوي)
اسماعيل الملا عزيز
علي شنگالي
نعمان عيسى
الأعضاء الأحتياط للجنة المركزية:
هاشم آكريي(عقراوي)
شفيق آغا
فاتح محمد أمين
وتمت زيادة أعضاء المكتب السياسي من خمسة إلى سبعة، وجرى انتخابهم من قبل أعضاء اللجنة المركزية على النحو التالي:
حبيب محمد كريم، سكرتيراً
الدكتور محمود عثمان- عضواً
صالح يوسفي- عضواً
نوري شاويس- عضواً
علي عبدالله - عضواً
سامي عبدالرحمن- عضواً
عزيز آكريي(عقراوي)- عضواً
وتم انتخاب سبعة أعضاء واثنين من الاحتياطيين من قبل المندوبين في لجنة الرقابة والمتابعة:
رشيد عارف- رئيساً
نجم الدين يوسفي- عضواً
الملا حيدر محمد حسين- عضواً
صبري بوتاني - عضواً
الملا صالح حاج حسن- عضواً.
وبعد انتهاء المؤتمر أوكل الزعيم مصطفى بارزاني المهام لعدد من أعضاء القيادة، ومن بينهم محمود عثمان الذي كُلف بالعلاقات الخارجية، وسامي عبدالرحمن بمهام سياسية وأمنية عديدة، وعُين إدريس بارزاني رئيساً للمكتب العسكري لمجلس قيادة الثورة، وكُلف مسعود بارزاني بإدارة مكتب (پاراستن) الحماية.
من الإنجازات المهمة الأخرى للمؤتمر إعادة صدور صحيفة( خبات) لسان حال الحزب الديمقراطي الكوردستاني، واستغل مسعود بارزاني بعد زيارته لبغداد الفرصة للحصول على أمر بإطلاق سراح سجناء عام ١٩٦٥ واستعادة ترخيص عمل صحيفة (خبات)، وقد صدر العدد الجديد من جريدة خبات بإشراف صالح يوسفي بتاريخ ١٦ نيسان عام ١٩٦٧.
المصادر:
-
مسعود بارزانی، بارزانی و بزووتنهوهی ڕزگاریخوازی كورد ١٩٦١ ـ ١٩٧٥، بهرگی سێیهم، بهشی یهكهم، (ههولێر ـ چاپخانهی وهزارهتی پهروهرده ـ ٢٠٠٤ز).
-
مێژووی پارتی دیموكراتی كوردستان، كۆنگره و كۆنفرانس (پرۆگرام و پهیڕهوی ناوخۆ)، دهستهی ئینسكلۆپیدیای پارتی دیموكراتی كوردستان، بهرگی یهكهم، (ههولێر- چاپخانهی رۆكسانا- ٢٠٢١).
-
صلاح الخرسان، التیارات السیاسیة في كردستان العراق، قراءة في ملفات الحركات و الأحزاب الكردیة في العراق ١٩٤٦-٢٠٠١، (بیروت – مطبعة البلاغ – ٢٠٠١م).
-
حبیب محمد كریم، تأریخ الحزب الدیمقراطي الكوردستاني ـ العراق (في محطات رئیسیة) ١٩٤٦ ـ ١٩٩٣، (دهوك ـ مطبعة خهبات ـ ١٩٩٨م).
-
پارتی دیموكراتی كوردستان، كومیتهی ناوهندی، بهیانی كوتایی هاتنی كونگرهی حهوتهمینی پارتی دیموكراتی كوردستان، ٢٥ تشرینی دووهمی ١٩٦٦ز.
-
شیركو فتح الله عمر، الحزب الدیمقراطي الكوردستاني و حركة التحرر القومي الكوردیة في العراق ١٩٤٦ ـ ١٩٧٥، (السلیمانیة ـ وزارة الثقافة في حكومة اقلیم كوردستان ـ مطبعة رون ـ ٢٠٠٤م).
-
الحزب الدیمقراطي الكردستاني، المكتب السیاسي، التقریر السیاسي الی المؤتمر السابع للحزب الدیمقراطي الكردستاني، ١٩٦٦م.
-
تنویه، جریدة خهبات، لسان حال الحزب الدیمقراطي الكوردستاني، العدد ٦٧١، أربیل، الأربعاء، ١٤ نیسان ١٩٩٣م.
-
المنهاج والنظام الداخلي للحزب الدیموقراطي الكردستاني وتعدیلاته، أقره المؤتمر السابع للحزب سنة ١٩٦٦، (بدون مكان ـ مطبعة خبات ـ ١٩٦٦م).
-
حامید گهوههری، ئیدریس بارزانی و بارزانییهكان باشتر بناسین، (ههولێر ـ چاپخانهی شههاب ـ ٢٠١٤ز).