المؤتمر الثاني لأتحاد طلبة كوردستان

في صيف عام ١٩٥٥، وبعد عامين من انعقاد المؤتمر الأول وظهور عدة تغييرات داخلية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والمنظمة، عقد اتحاد طلبة كوردستان مؤتمره الثاني سراً في مدينة بغداد.


الظروف ماقبل المؤتمر:

بعد عامين من انعقاد المؤتمر الأول ونظراً لعدة تغييرات ومستجدات في الوضع الداخلي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ومنظمة اتحاد طلبة كوردستان، عقد الأتحاد عام ١٩٥٥ مؤتمره الثاني سراً في مدينة بغداد.

مباشرة بعد تأسيس اتحاد طلبة كوردستان عام ١٩٥٣، حاول (الاتحاد العام لطلبة العراق) إبطاء انضمام الطلبة الكورد إلى اتحاد طلبة كوردستان من خلال إنشاء منظمات جديدة ومنحهم امتيازات، ولهذا الغرض تم إنشاء منظمة تسمى (الاتحاد العام لطلبة كورد العراق) وهو فرع من فروع الاتحاد العام لطلبة العراق، بحجة تنظيم نضال طلبة العراق بأكمله في منظمة واحدة. في ٨ تشرين الأول ١٩٥٣ أعلنت صحيفة كفاح الطلبة عن تأسيس اللجنة العليا لاتحاد طلبة كورد العراق، العراقيين. وفي ١ آذار ١٩٥٤ أصدرت المنظمة بيانا أطلق عليه اسم الاتحاد العام للطلبة الديمقراطيين الكورد في العراق ودعوا فيه جميع الطلبة الكورد أن يتحدوا ضمن منظمتهم وفي إطار (الاتحاد العام لطلبة العراق).

هذه العوامل وغيرها الكثير أدت إلى ظهور توترات بين اتحاد طلبة كوردستان والأتحاد العام لطلبة العراق. هذا اضافة الى العديد من العوامل الداخلية الاخرى للحزب، لاسيما الانقسامات الداخلية التي حدثت خلال غياب الزعيم مصطفى بارزاني، جعلت اتحاد الطلبة يعمل على عقد مؤتمره  الثاني.

 

 انعقاد المؤتمر

وبعد الاستعدادات وفي صيف عام ١٩٥٥ تحت شعار(نضال الطلبة دون توقف من أجل حقوق الشعب وطلبة كوردستان) من اجل نضال الحركة الوطنية العراقية والأحزاب التقدمية عقد اتحاد طلبة كوردستان مؤتمره الثاني في بغداد بحضور مندوبي اتحاد اطلبة كوردستان في كافة مناطق كوردستان وبغداد. اجتمع مندوبو المؤتمر سراً في بغداد وبعد مناقشة أوضاع المؤتمر والتصويت أعيد انتخاب جلال طالباني سكرتيراً للمنظمة وانتخبت هيئة جديدة للسكرتارية على النحو الآتي:


١-  محمود علي عثمان

٢-  شمس الدين المفتي

٣-  حسام الدين الدباغ

٤-  عدنان نقشبندي

٥-  شاخوان نامق

٦-  احمد نقشبندي

أما بخصوص الرئيس المنتخب لاتحاد طلبة كوردستان في المؤتمر الثاني، فلا تتوفر لدينا معلومات مؤكدة من أي من المصادر المتوفرة، لذا وبحسب التقديرات والتفسيرات ربما يكون النظام الرئاسي قد ألغي.

وبعد انعقاد المؤتمر، تم تنشيط اتحاد طلبة كوردستان وحاول توسيع علاقاته وأنشطته. وكان من أهم أنشطة المنظمة مشاركتها في مهرجان وارسو لطلبة وشباب العالم.

في الفترة من ٣١ تموز إلى ١٤ آب ١٩٥٥، أقيم المهرجان العالمي الخامس للطلبة والشبيبة في وارسو عاصمة بولندا، وبمشاركة أكثر من ١٠٠ منظمة طلابية وشبابية دولية، وتمت دعوة اتحاد طلبة كوردستان والأتحاد العام لطلبة العراق رسمياً لحضور الكرنفال. وبعد المؤتمر الثاني تحسنت علاقات اتحاد طلبة كوردستان مع الأتحاد العام لطلبة العراق مما سهل مشاركة اتحاد الطلبة في المهرجان وعضويته في اتحاد طلبة العالم (I.U.S).

وتم إرسال ستة مندوبين يحملون آرم الزعيم مصطفى بارزاني على اكتافهم إلى وارسو من قبل اتحاد الطلبة بقيادة جلال طالباني. وإلى جانب المشاركة في فعاليات المهرجان نيابة عن الطلبة الكورد، تم عقد اجتماع كبير لاتحاد طلبة كوردستان واتحاد الشبيبة الديمقراطي الكوردستاني بحضور ممثلي عدة دول مثل الاتحاد السوفييتي، الهند، المانيا، الصين، فرنسا، وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أخرى. كان للاجتماع تاثير كبير في إيصال صوت الطلبة والشبيبة والقضية القومية الكوردية إلى العالم أجمع.

وفي المهرجان نفسه جرى من قبل (ييركي بليكان) رئيس اتحاد الطلبة العالمي تم تنظيم لقاء بين ممثلي اتحاد طلبة كوردستان والأتحاد العام لطلبة العراق من أجل إنهاء المشاكل بينهما، وبعد الاجتماع اتفقت المنظمتان على عدة نقاط وقررتا محاولة تحسين العلاقات بينهما.

وكما تم الاتفاق عليه في وارسو، وبعد عودتهم وفي أوائل عام ١٩٥٦، عقد مؤتمر مشترك بين اتحاد طلبة كوردستان والاتحاد العام لطلبة العراق، والذي ناقش كيفية تكامل عمل وأنشطة المنظمتين،تم تشكيل لجنة عليا مشتركة للإشراف وتنسيق عمل المنظمتين وتم تعيين ثلاثة أعضاء من سكرتارية اتحاد طلبة كوردستان الى سكرتارية الاتحاد العام لطلبة العراق، ولكن في عام ١٩٥٧، فترت العلاقات بين المنظمتين مرة أخرى.  

وفيما يختص ايضاً بنضال الشريحة الطلابية الكوردية، تأسس في ألمانيا الغربية في ١٠ آب ١٩٥٦(جمعية الثقافة و طلبة الكورد في اوروبا). وعقد مؤتمره الثاني في ٢ كانون الأول ١٩٥٨ في لندن ومؤتمره الثالث في ٤ آب  بمدينة ميونيخ في  ألمانيا، وتم تغيير اسمها إلى (جمعية الطلبة الكورد في أوروبا) وتم افتتاح فروع لها في معظم الدول الأوروبية. وعلى الرغم من حيادها، إلا أن غالبية أعضائها كانوا من أنصار الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكانت لهم علاقات جيدة مع اتحاد طلبة كوردستان. وفي عام ١٩٦٤، أصبحت الجمعية عضواً في (اتحاد الطلاب العالمي) ولعبت دوراً مهماً في إيصال صوت الكورد إلى الدول الأجنبية ومراكزها الثقافية.


المصادر:

١-  بانگى یەکێتى گشتى قوتابیە دیموکراتیەکانى کوردى عراق، یەکێتى گشتى قوتابیە دیموکراتیەکانى کوردى عراق، چاپخانەى لاوانى کورد، ١/مارتى/١٩٥٤.

٢- ماجد حسن علی، الحرکة الطلابییة الکردیة فی العراق (١٩٢٦-١٩٧٠)، رسالة ماجستر/جامعة صلاح الدين فى اربیل ٢٠٠٨، منشورات سپیرێز، (هەولێر- مطبعة حاجى هاشم).

٣- عرفان عەزیز عەزیز، کۆنگرە و کۆنفڕانسەکانى یەکێتى قوتابیانى کوردستان، چاپى یەکەم، (هەولێر-چاپخانەى ڕۆژهەڵات-٢٠١٢).

٤- ساسان عەونى، یەکێتى قوتابیانى کوردستان چەند لایەنێکى تێکۆشان و مێژوو، (هەولێر- چاپخانەى وەزارەتى پەروەردە- ١٩٩٨).

٥- گۆڤارى خەباتى قوتابیان، لە دیداریکى تایبەتدا سەرۆک تاڵەبانى وردەکارى دامەزراندنى (ى.ق.ک) دەخاتە ڕوو، ژمارە ١٠٩، (حوزەیرانى ٢٠١٢).

٦- سەڵاح ڕەشید، مام جەلال دیدارى تەمەن لە لاوێتیەوە بۆ کۆشکى کۆمارى، بەشى یەکەم، چاپى دووەم، (سلێمانی- چاپخانەى کارۆ- ٢٠١٧).

٧- سیروان عثمان حەسەن، مێژوویەکی پڕشنگدار و کاروانێکی نەپساوە، (هەولێر- چاپخانەی ڕۆشنبیری- ٢٠١٤).

٨- عصمت شریف وانلي، من مذكرات عصمت شریف وانلي، (السلیمانیة- مطبعة پیره‌مێرد- ٢٠١٤)، عارف روشدی عارف، كۆمه‌ڵه‌ی خوێندكارانی كورد له‌ ئه‌وروپا ١٩٥٦ – ١٩٧٥، (سلێمانی- بڵاوكراوه‌كانی ئه‌كادیمیای هۆشیاری و پێگه‌یاندنی كادیران- ٢٠١٢).


مقالات ذات صلة