المجزرة الجماعية أمام باب السراي في السليمانية

حدثت هذه المجزرة في صيف عام ١٩٦٣ ابان حكم البعثيين في محافظة السليمانية، حيث كانوا يظنون انّ مثل هذه الجرائم الجماعية والهجمات الموسعة على كوردستان سوف تخمد نيران وشعلة ثورة ايلول، وبذلك يستطيعون السيطرة على كوردستان بأكملها، ورغم انهم بدأوا بالأعتقال الجماعي للناس العزل وقتلهم في مدينة السليمانية، الاّ انهم لم يفشلوا فحسب، بل اصيبوا بالهزيمة في كل هجماتهم عند جبل أزمر.


في صيف عام ١٩٦٣، شنت الحكومة العراقية بقيادة عبد السلام عارف هجوماً واسعاً على أجزاء مختلفة من كوردستان. وأصدرت بيانا عبر اذاعة بغداد أعلنت فيه رفضها لأجراء المفاوضات مع قيادة الثورة الكوردية وقررت استئناف حرب دموية ضد الكورد.

ثم بدأوا بمهاجمة المدن والبلدات والقرى، وبدأوا في الاستيلاء على جميع المناطق التي تعرضت لهجمات عسكرية ومطاردة المواطنين وقتلهم جماعياً في المناطق التي تعرضت للهجمات العسكرية، لأن البعثيين فسّروا أن نظام عبد الكريم القاسم لم يقاتل الكورد قبلهم بشكل جدي، بل أنهم يستطيعون القضاء على الثورة الكوردية في فترة قصيرة.

من الواضح أن هذا يدل على حقيقة وهي أن عبد السلام عارف لم يؤمن قط بالقضية الكوردية في العراق، وهو ما انعكس في خطاباته التي لم يعترف فيها  بالكورد وحتى انه لم يستخدم ابداً كلمة كوردستان.

قبل اندلاع الحرب في ٢٠ آيار ١٩٦٣، أمر القائد العام للجيش بفرض حظر اقتصادي على كوردستان، ومع استئناف الحرب في ١٠ حزيران تم ارتكاب جرائم خطيرة بعيدة عن القيم الأخلاقية والإنسانية في العديد من الأماكن، ومن الواضح أن السليمانية خلال تلك الفترة كانت أكثر تعرضاً من أي مدينة كوردية أخرى الى الأعتداء والظلم من قبل الجيش العراقي، واينما يتعرض الجيش والقوافل العسكرية الى الهجوم من قبل البيشمركة ، كانوا يأتون ويصبون جام غضبهم وانتقامهم على السكان المدنيين في السليمانية. 

واحدى عمليات العنف والوحشية ضد الأنسانية هذه، حادثة السليمانية التي أمر بها زعيم صديق مصطفى آمر اللواء العشرين الذي عُرف بأكثر الألوية وحشية في تاريخ العراق، حيث معروف عنه قاتل للعشرات من المواطنين العزل في المدينة، ولكن السليمانية كانت جمرة تحرق وجوه الأعداء، لقد تم اعتقال خمسة آلاف مدني و دفن (٨٦) منهم وهم أحياء، جريمتهم الوحيدة أن البعثيين أحضروا صورة للزعيم مصطفى بارزاني وأمروهم بأهانته والأستخفاف به، لكنهم أبوا أنْ يمتثلوا لأوامر البعثيين، ومن الواضح انّ بعض المعتقلين ردوا عليهم بالقول: اذا انتم توافقون على الأستخفاف برئيس جمهوريتكم، حينها نحن ننصاع لأوامركم، وبالنتيجة لم يسلم أحد منهم، حيث قام  البعثيون بأرتكاب مذبحة بحقهم وقتلهم جماعياً.  


المصدر:

أرشيف هيئة الموسوعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني


مقالات ذات صلة

المجزرة الجماعية لقرية سوريا

وقعت مجزرة قرية سوريا في ١٦ أيلول ١٩٦٩ عندما شن الجيش العراقي عملية عسكرية ضد القرية التابعة لناحية زاخو بحجة ضلوعهم في زرع لغم على الشارع الرئيسي قرب قريتهم والتي انفجرت تحت سيارة عسكرية ادت الى مقتل ضابط وعدد من الجنود.

مزيد من المعلومات