معركة منطقة سنديا ١٩٨٧

اندلع هذا القتال نتيجة لهجوم واسع النطاق من قبل الجيش العراقي مدعوماً بالدبابات والمدفعية والطائرات الحربية والمرتزقة المأجورين على منطقة سنديا، وتصدت قوات پیشمرگة كوردستان للقوات الحكومية في ٥ نيسان ١٩٨٧ لحماية المنطقة من الدمار وتخريب القرى، وانتهت المعركة بانتصار قوات الپیشمرگة وهزيمة القوات العراقية.


ومن اجل تحقيق الهيمنة والسيطرة الكاملة على مختلف مناطق كوردستان وإسكات صوت الثورة، كانت حكومة البعث تشن باستمرار الهجمات على المناطق التي كانت الثورة مهيمنة فيها، وذلك لأن فصائل وقوات الپیشمرگة كانت تنطلق من هذه المناطق لتنفيذ العمليات الفدائية وتوجيه ضربات قوية للقوات العسكرية والمسلحة التابعة للحكومة، وبهذا كانت قوات الحكومة تتكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، بالإضافة إلى انهيار معنوي، حيث سيطر عليها الخوف والرعب لدرجة أنها لم تكن قادرة في كثير من الأماكن حتى على حماية قواعدها العسكرية ورباياها، لذلك، كانوا يواجهون قوات الپیشمرگة بكل السبل، من أجل الحفاظ على سلطتهم ومكاسبهم.

في ٥ نيسان ١٩٨٧، شنت القوات العسكرية والمسلحة التابعة لحزب البعث، مدعومة بالدبابات والمدفعية والطائرات الحربية وجرافتين كبيرتين، هجوماً واسع النطاق على منطقة سنديا، بهدف السيطرة على المنطقة وتدمير القرى وإبعاد خطر قوات الپیشمرگة، التي كانت تمارس ضغوطاً كبيرة على القوات الحكومية، وأصبحت مصدر خوف وقلق كبيرين، تم تنفيذ الهجوم من عدة محاور، بما في ذلك: محور قرى خواكى و ليڤو، ومحور قرى ناڤکندالا، زيوکى، ميرگسورا و محور قرية سەرى سيلاڤکى.

عندما وصل خبر هجوم الحكومة على المنطقة إلى قيادة الثورة في بادينان، تم على الفور إرسال قوة من الپیشمرگة جاهزة إلى المنطقة لصد هجوم القوات الحكومية وهزيمته، تألفت هذه القوة من قوات تابعة للجنة محلية دهوك بقيادة علي قادر، ومنظمة الكادحين التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة محمد مراد، وقوة من الحزب الشيوعي العراقي. تمركزت قوات الپیشمرگة في المواقع المخصصة لها وراقبوا الوضع. لاحظوا أن القوات الحكومية لم تترك شيئاً إلا وألحقت به الضرر في المناطق التي وصلت إليها. أشعلوا النيران في المنازل في قرى ليڤو و ميرگسورا و زيوکى و سەرى سيلاڤکا و ناڤکندالا، وبدأوا في التدمير والتخريب، وكانت قوات الپیشمرگة، التي لم تكن قابلة للمقارنة بأي شكل من الأشكال من حيث العدد والأسلحة مع القوات العراقية الكبيرة والضخمة المجهزة بكامل الأسلحة والذخائر والدبابات والمدفعية والطائرات، تصدت لها وبدأت معركة شرسة.

سكان القرى التي تعرضت لهجوم الجيش العراقي، فروا من قراهم لحماية أرواحهم بسبب التدمير والقصف المدفعي والجوي الذي شنته القوات الحكومية، استمرت هجمات الحكومة من الأرض والجو، واستمرت قوات الپیشمرگة بكل قوتها بالقتال بالأسلحة الخفيفة والذخيرة التي كانت بحوزتهم حتى لا ينقطع إمدادهم بها، بالإضافة إلى ذلك، واجهوا الجوع والعطش ونقص الغذاء والإمدادات في جميع محاور القتال.

حوّل صمود قوات الپیشمرگة المستمر، كحاجز قوي، مسار المعركة من الدفاع إلى الهجوم، فبعد وصول قوة من الپیشمرگة التابعة لمنظمة الفلاحين لدعم جبهة القتال، شنوا هجوماً مضاداً على تقدم القوات الحكومية وضيقوا الخناق عليها.

 استمرت هجمات الپیشمرگة حتى الساعة الثالثة بعد الظهر في قرى ليڤو وزيوکى و ميرگسورا، وتمكنوا من ممارسة ضغط كبير على القوات الحكومية، حتى أخرجوهم من القرى الثلاث وطاردوهم حتى الطريق الرئيسي زاخو – باتيفا، انتهى هذا الهجوم الذي شنته الحكومة على منطقة سنديا بهزيمة كبيرة لقواتها العسكرية والمسلحة، بالإضافة إلى مقتل وإصابة عدد كبير من جنودها وأسر ثلاثة من المرتزقة، اقتصرت خسائر الپیشمرگة على استشهاد مقاتل واحد وإصابة آخر، بالإضافة إلى احتراق وتدمير بساتين ومزارع المدنيين نتيجة القصف المدفعي والجوي المكثف.

بعد انتهاء المعركة، استدعى مسعود بارزاني، زعيم حركة التحرير الكوردية، مسؤول منظمة الكادحين وكادر المنظمة محمد مراد وعبد العزيز إسماعيل إلى منطقة نيروه وريكان، وقدم لهم الشكر والتقدير على صمودهم وانتصارهم في إفشال هجوم الجيش والقوات المسلحة العراقية، كما أهداهم جائزة عبارة عن سلاح رشاش من نوع (بي كي سي).


المصادر:

١- مەسعود بارزانی، بارزانی و بزووتنه‌وەی ڕزگاریخوازی كورد، به‌رگی چوار‌م، ١٩٧٥- ١٩٩٠ شۆڕشی گوڵان، به‌شی دووە‌م، چاپی یه‌كه‌م، (چاپخانه‌ی ڕوكسانا- ٢٠٢١).

٢- محەمەد مراد، خەباتا چیا، بیرهاتن و سەرهاتیێن شۆڕەشا گولانێ دناڤبەرا ساڵین (١٧٦-١٩٨٩) دا، (چاپخانا کوردستانێ – زاخۆ- ٢٠٠٧).

 


مقالات ذات صلة

معركة گلنازکى١٩٨٤

وقعت معركة گلنازکى في ٢٤ آب ١٩٨٤ اثناء مواجهات بین قوات الپیشمرگة مع قوة كبيرة من الجيش العراقي والمسلحين المأجورين، بدعم من الدبابات والمدافع والطائرات الحربية، حيث قامت حكومة الابعث بهجوم على عدة مناطق في زاخو بمنطقة بهدينان، وبعد ثمانية ايام من الهجمات والمداهمات المستمرة، منيت القوات الحكومية بهزيمة نكراء مخلفة ورائها خسائر بشرية ومادية كبيرة.

مزيد من المعلومات

معركة سورداش وعدة مناطق تابعة للسليمانية١٩٦٩

عندما استولى البعثيون على السلطة في العراق للمرة الثانية، كان أحد مخططاتهم العدوانية هو إنهاء الثورة الكوردية. ولتنفيذ أجندتهم شنّوا في عام ١٩٦٩ حملة هجومية واسعة على مناطق ثورة أيلول، وذلك بالتعاون والدعم من زمرة المكتب السياسي القديم، لكن قيادة الثورة بخطة وتنظيم محكمين، تصدت لهم وأفشلت جميع خططهم العسكرية.

مزيد من المعلومات

معركة سيناوە و بردینا ١٩٦٣

وقعت معركة سيناوه وبردينا في صيف عام ١٩٦٣ بين قوات پيشمرگة كوردستان والجيش العراقي مدعوماً بالأسلحة الثقيلة والقصف المدفعي والقصف الجوي في منطقة سپييلك غرب بلدة خليفان، وذلك عندما حاولت الحكومة العراقية السيطرة على منطقة بارزان، وبعد معركة حامية واستشهاد ٨ من الپيشمرگة، تم اتخاذ قرار بانسحاب قوات الپيشمرگة من تلك المواقع.

مزيد من المعلومات

معركة رواندوز ١٩٦٥

حدثت هذه المعركة في صيف عام ١٩٦٥ في جبل كورك ورواندوز وسهل ديانا، كان هدف قيادة الثورة من هذا الهجوم هو السيطرة على جبل كورك ووادي علي بگ، كرد فعل على هجمات الجيش العراقي المتواصلة على زوزك وهندرين وأماكن أخرى للضغط على قيادة الثورة في منطقة بالكايتي.

مزيد من المعلومات

معركة سوفيان١٩٤٧

بعد نكسة الجمهورية کوردستان فی ١٧ کانون الأول عام ١٩٤٦ وانسحاب قوات بارزاني إلى الأراضي العراقية، تبدأ مرحلة جديدة من الحرب والاشتباكات مع الجيش الإيراني والقبائل الموالية للحكومة...

مزيد من المعلومات