معركة قرية آيچي

بعد مجيء بارزانيين إلى إيران وبعد تأسيس جمهورية كوردستان في مدينة مهاباد، واجهت تلك الجمهورية الوليدة مجموعة من المشكلات والعقبات، وأهمها تلك المعارك التي وقعت بين پیشمرگة جمهورية كوردستان والجيش الإيراني والعشائر المعارضة في كوردستان...


بعد مجيء بارزانيين إلى إيران وبعد تأسيس جمهورية كوردستان في مدينة مهاباد، واجهت تلك الجمهورية الوليدة مجموعة من المشكلات والعقبات، وأهمها تلك المعارك التي وقعت بين پیشمرگة جمهورية كوردستان والجيش الإيراني والعشائر المعارضة في كوردستان. عندما وقعت تلك المعارك، كان معظم قوات پیشمرگة مصطفى بارزاني من عشيرة بارزان، وقد تمكنوا من لعب دور فعال للغاية في تلك المعارك التي دارت بين قوات جمهورية كوردستان والجيش الإيراني والعشائر الكوردية المعارضة، وقد تجلت أهمية ودور پیشمرگة بارزاني العسكري بشكل أكبر، حين تمكنوا في معركة قاراوة من توجيه ضربة قاصمة للجيش الإيراني، بعد انتهاء معركة قاراوة، في ٢٠ آيار ١٩٤٦ اندلعت معركة واشتباكات مرة أخرى على بعد كيلومتر واحد من خط الدفاع عن مدينة سقز بين قوات الجيش الإيراني وجزء من پیشمرگة قوات بارزاني وقوات جمهورية كوردستان، نتيجة لتلك المعركة تقدمت قوات الجمهورية نحو القلعة رقم ٢ من خط الدفاع عن سقز.

في ذلك الوقت، كان قائد وحدات القوات الإيرانية النقيب خسروي وهو من أهالي مدينة سنه، قد توجه بنفسه وعدد من الجنود نحو مرتفعات تلك المنطقة للاطلاع على الوضع، لكنهم واجهوا هجوماً من پیشمرگة جمهورية كوردستان، حيث قُتل هو وجنديان، وأصيب ثلاثة رقيب أول وجندي، كما أُسر جندي آخر وهو مصاب، وبعد تلك الهزيمة، انهار الوضع المعنوي للقوات الإيرانية في تلك المنطقة تماماً، لذلك، في أوائل شهر حزيران عام ١٩٤٦، وصل رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال رزم آرا برفقة ثلاثة أفواج من الجيش تتكون من ٥٠٠ شخص مدعومين بالمدفعية والدبابات والطائرات، إلى منطقة سقز واستقر فيها، في مقابل هذا الموقف للجيش الإيراني، حشدت قوات پیشمرگة جمهورية كوردستان قوة قوامها ١٣٠٠٠ مقاتل بين سقز والحدود العراقية للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم محتمل من العدو، ومن هذه القوة كان ١٢٠٠ شخص موجودين في ساحة القتال بقيادة مصطفى بارزاني، وكان هناك ٩٠٠ بارزاني آخرين مع الشيخ أحمد بارزاني، لكن هذه القوة لم تكن في ساحة القتال.

بوصول قائد أركان الجيش الإيراني الذي كان من أقوى المناصب العسكرية والسياسية في إيران إلى منطقة سقز، تتضح لنا أهمية تلك المعركة بشكل أكبر، فلم يكن مقبولاً بأي شكل من الأشكال لقادة الجيش الإيراني، بكل تلك القوة والسلاح والذخيرة التي كانت يمتلكها الجيش، أن يتعرضوا لهزيمة ثانية أمام قوة من بضع مئات من الپیشمرگة الذين لم يكونوا يملكون سوى أسلحة خفيفة، لذلك نرى أن الفريق أول الحاج علي رزم آرا الذي كان قائد أركان الجيش الإيراني ويمتلك خبرة واسعة وكاملة بالمناطق الكوردية، يأتي إلى منطقة سقز مع قوة كبيرة لتقييم الوضع العسكري لقوات جمهورية كوردستان ودراسة المنطقة بهدف وضع خطة استراتيجية للقوات الإيرانية لمنع تكرار تلك الهزائم في المستقبل، ومع هذا الانتصار الذي حققته قوات پیشمرگة بارزاني في معركتها الثانية، يتزايد اهتمام ونظرة مسؤولي جمهورية كوردستان تجاه بارزانيين، بحيث تصبح هذه القوة في المستقبل العمود الفقري لجمهورية كوردستان، ولا يتم تنفيذ أي شيء دون استشارة قادة قوات بارزاني، وخاصة مصطفى بارزاني.


المصادر:

١- نجفقلی پسیان،مرگ بود، بازگشت هم بود(تاریخچه‌ فرقه‌ دمكرات آذربایجان و حزب كومله‌ كردستان)، چاپ دوم، شركت سهامی چاپ، تهران، ١٣٢٨.

٢- میرزا محمد امین مه‌نگوڕی، به‌سه‌رهاتی سیاسی كورد له‌ ١٩١٤وه‌ هه‌تا ١٩٥٨، به‌شی یه‌كه‌م، چاپی دووه‌م، (سلێمانی- چاپخانه‌ی روون-٢٠٠٠).

٣-  ویلیام ایگلتون جونیر، جمهوری ١٩٤٦كردستان، سید محمد صمدی، مهاباد ،١٣٦١.


مقالات ذات صلة

معركة قرية بانە سور ١٩٨٤

هذه هي فعالية لقوات پیشمرگة كوردستان بالقرب من قرية بانه سور في محيط دهوك بمنطقة بادينان، حيث نصبت قوة من پیشمرگة تابعة لمنظمة رينجبران كميناً على الطريق الرئيس المؤدي إلى مانگيشکى، ووقعت سيارة تابعة للمسلحين المرتزقة في الكمين، وتم الاستيلاء عليها وفي فترة قصيرة وقتل جميع من فيها من الركاب والاستيلاء على جميع أسلحتهم.

مزيد من المعلومات

معركة قارنى

في ليلة ٢١ آذار ١٩٤٧، أي في اليوم الأول من عيد نوروز الذي يوافق عام ١٣٢٦ شمسي، قررت مجموعة من قوات پیشمرگة بارزاني بقيادة سليمان بك درگلیى وزرار بگ درگلیى وعلي آغا خيرزوكي، وملكو زيرو وملا شين وعدد آخر من قادة پیشمرگة بارزاني الهجوم على القاعدة العسكرية الإيرانية في قارنى..

مزيد من المعلومات

معركة قاراوه‌

عند تأسيس جمهورية كوردستان عام ١٩٤٦، نرى أن هذه الجمهورية الكوردية واجهت مجموعة من المشكلات والعقبات من قبل إيران وحلفائها مثل بريطانيا وأمريكا، التي كانت في إيران في ذلك الوقت بسبب الحرب العالمية الثانية...

مزيد من المعلومات

معركة شرمن

علّقت الحكومة العراقية في حزيران ١٩٦٣ مفاوضات الاتفاق مع قيادة الثورة الكوردیة، وبعد ذلك اتجه الوضع السياسي في العراق وكوردستان نحو التعقيد، وجهت اذاعة بغداد وبالتحديد في ١٠ حزيران تحذيراً للكورد ووصفهم بالانفصاليين، ثم اندلعت جولة أخرى من المعارك والاشتباكات بين قوات الپیشمرگة والجيش العراقي والحرس القومي والمسلحين المرتزقة المأجورين.

مزيد من المعلومات

معركة شارستين

اندلعت هذه المعركة في ٢٦ كانون الأول ١٩٧٦ في قرية شارستين الواقعة في شمال غرب محافظة السليمانية، بين قوات الپیشمرگة التابعة للأقليم الثاني من القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وفوجين من جيش النظام، وانتهى بانسحاب قوات الپیشمرگة من قرية شارستين.

مزيد من المعلومات