ملحمة مضيق عمر آغا

يقع مضيق عمر آغا في شمال سهل ديانا بين قرى بادليان في الجنوب وشيخان في الشمال، ويمر من هذا المضيق الطريق الرئيس بين سوران- سيدكان، في ٦ نيسان ١٩٦٦، شن الجيش العراقي هجوماً برياً وجوياً تحت اسم (توكل على الله) على هندرين وزوزك ومضيق عمر آغا...


يقع مضيق عمر آغا في شمال سهل ديانا بين قرى بادليان في الجنوب وشيخان في الشمال، ويمر من هذا المضيق الطريق الرئيس بين سوران- سيدكان، في ٦ نيسان ١٩٦٦، شن الجيش العراقي هجوماً برياً وجوياً تحت اسم (توكل على الله) على هندرين وزوزك ومضيق عمر آغا، في ٣ ايلول ١٩٧٤ هاجم اللواء الثالث بدعم من كتيبة الدبابات المضيق، لكن ترك الجيش العراقي ٢٣٠ جثة لجنوده في ساحة المعركة مع عدد كبير من الجرحى.

يقع مضيق عمر آغا في شمال سهل ديانا بين قرى بادليان في الجنوب وشيخان في الشمال، ويمر من هذا المضيق الطريق الرئيس بين سوران- سيدكان، ويقع على ارتفاع ١٢٠٠ متر فوق مستوى سطح البحر. 

استولى النظام البعثي على السلطة في العراق بانقلاب عسكري في ١٧- ٣٠ تموز ١٩٦٨  لكنه سرعان ادرك أنه لا يستطيع تعطيل ثورة ايلول والتغلب عليها عسكرياً، لذلك فتح باب المفاوضات مع الثورة ووقع على اتفاقية ١١ آذار اتفاقية عام ١٩٧٠ بشأن حق الحكم الذاتي لجنوب كوردستان، ومع ذلك خلال أربع سنوات من وقف إطلاق النار والمفاوضات، أعاد تنظيم وتسليح جيشه ووحداته العسكرية، وبدأ بإختلاق الأعذار ورفض تنفيذ الاتفاقية، حيث استأنف في ١٦ آذار ١٩٧٤ هجومه العسكري على كوردستان.  

ورغم أن معارك مضيق عمر آغا والحملة العسكرية للاستيلاء على هذا الموقع الاستراتيجي كان لها تاريخ سابق، إذ يعود إلى ٦ نيسان ١٩٦٦، حيث شن الجيش العراقي هجوماً برياً وجوياً بأسم (توكل على الله) بدأه على جبل هندرين وزوزك ومضيق عمر آغا، وخلال الأيام التي واصل فيها الجيش العراقي حملته الاحتلالية لم يتمكن من التغلب على قوات الپیشمرگة، لكن جميع هجماتهم أحبطتْ على يد قوات الپیشمرگة بدعم من مدفعية الثورة، استشهد خمسة افراد من الپیشمرگة في هجوم الجيش العراقي على مضيق عمر آغا.

وبعد استئناف الحرب عام ١٩٧٤ تقدم الجيش العراقي في عدة مناطق واستولى عليها، وانسحبت قوات الپیشمرگة من رواندز وسفح كورك وجبل گورز وأقامت خطاً دفاعياً في بنكاول وجبل هندرين وجبل زوزك وسرتيز ومضيق عمر آغا، ومن أجل منع الجيش العراقي من التقدم وايقافه، ولكن الجيش العراقي واصل مهاجمة مواقع الپیشمرگة، بهدف احتلال جميع المواقع الإستراتيجية وإضعاف الثورة وانهائها في وقت قصير. 

هذه المرة تم وضع احتلال مضيق عمر آغا وكسر خط دفاع قوات پیشمرگة كوردستان ضمن الخطة الهجوم، حيث هاجم اللواء الثالث آغا بقيادة العقيد الركن حامد الدليمي مدعوماً بكتيبة دبابات في ٣ ايلول ١٩٧٤ مضيق عمر آغا، في بداية الهجوم قصف الجيش العراقي كامل المنطقة بالمدفعية وبطائرات القوة الجوية، لكن قوات الپیشمرگة بنتْ مواقعها بالأشجار بشكل جيد جداً وبتقنيات عسكرية ناجحة، فكانت مختبئة فيها اثناء القصف، لذا لم يكن للقصف أي تأثير على قوات الپیشمرگة. 

ويمكن القول أن هدف الجيش العراقي من احتلال هذا المضيق كان مرتبطاً بكونه نقطة استراتيجية لتقسيم قوات الپیشمرگة إلى جبهات أخرى للمعركة في زوزك وسرتيز وسري بردي، وأرسلت الپیشمرگة المزيد من القوات لإحباط خطط الجيش العراقي، وعززت مواقعها ودفاعاتها.

في بداية هجوم الجيش العراقي تمكنت قوات الپیشمرگة من تدمير أربع دبابات بمدافع مضادة للدبابات من عيار ١٠٦ ملم، لأن مدفعية الثورة بقيادة حالي دولمري لعبت دوراً مهماً جداً في احباط هذا الهجوم، حيث كان يتم إبلاغ قادة المدفعية في ساحة المعركة عن طريق أجهزة لاسلكية لقصف الجيش العراقي، ورغم أن أمر اللواء الثالث في الجيش العراقي استمر في الهجوم ومصراً على احتلال مضيق عمر آغا، حيث تمكن من الاستيلاء على عدد من المواقع، إلا أن قصف مدفعبة الثورة لعب دوراً حاسماً في منع الجيش العراقي من التقدم، وقامت قوات الپیشمرگة بشن هجوم مضاد وقاتلتهم وجها لوجه حتى تمكنت من اعادة  السيطرة على جميع مواقعهم. 

لقد بذل الجيش العراقي كل ما في وسعه للسيطرة على الوادي وتدمير مواقع الپیشمرگة والخط الدفاعي لهم. وبعد ثماني ساعات من القتال العنيف، تم تدمير كامل لواء الجيش العراقي حيث تركوا جثث ٢٣٠ جندياً في ساحة المعركة مع العديد من الجرحى، ولم يتمكنوا من تحقيق النجاح، بل اصيبوا بهزيمة كبيرة.

وتم اجبار فلولهم على التراجع إلى قرية بادليان جنوب مضيق عمر آغا، لكنهم لم يتمكنوا من مهاجمة مواقع الپیشمرگة مرة أخرى، حتى الأستيلاء على جبل سرتيز الواقع فوق هذا المضيق والمطل عليه، لذا كان من الصعب على الپیشمرگة البقاء فيه، ولذلك أمرت قيادة الثورة بالانسحاب وإخلاء الموقع، وقررت إنشاء خط دفاعي آخر في مضيق بيشه وجبل حسن بگ وسري بردي لمنع جيش العدو من التقدم.


المصادر:

١- مسعود بارزانی، بارزانی و بزوتنه‌وه‌ی ڕزگاریخوازی كورد، به‌رگی سێیه‌م، به‌شی دووه‌م، چاپی یه‌كه‌م، (هه‌ولێر- ٢٠٠٤).

٢-  ئیبراهیم جلال، باشووری كوردستان و شۆڕشی ئه‌یلوول، بنیاتنان و هه‌ڵته‌كاندن، ١٩٦١-١٩٧٥.چاپی چواره‌م، (٢٠٢١).

٣- غازی عادل گه‌ردی، پێشمه‌رگه‌یه‌ك له‌ خزمه‌ت بارزانیدا ... حه‌جی بێڕۆخی، به‌رگی یه‌كه‌م، چاپی دووه‌م، (٢٠٢٠).  

٤-  تاریخ العراق المعاصر، د. ابراهیم خلیل احمد و د. جعفر عباس حمدي، (الموصل- ١٩٨٩).  

٥- سه‌نگه‌ر ئيبراهيم خۆشناو، ڕووداوه‌ سه‌ربازيه‌كانى شۆڕشى ئه‌يلوول ١٩٧٠-١٩٧٥، چاپي يه‌كه‌م، (هه‌ولێر).

٦-  أرشیف هیئة الموسوعة للحزب الدیموقراطي الکوردستاني.


مقالات ذات صلة

ملحمة گورز ١٩٧٤

يقع جبل گورز غرب مدينة سوران وشمال مدينة رواندوز، وهو مكان مهم واستراتيجي بالنسبة لمدينة سوران، في عام ١٩٧٤ حاول الجيش العراقي شن هجوم على قواعد ومقرات الپیشمرگة عبر جبل گورز، وتكبد الجيش العراقي خسائر فادحة في تلك المعركة، حيث ترك نحو ٤٠ جثة لجنوده في ساحة المعركة.

مزيد من المعلومات

ملحمة لومانا – کڤلسنى

بعد معركة زاويته في ٥ حتى ٦ كانون الأول ١٩٦١ والتي حققت فيها قوات الپیشمرگة نصراً كبيراً، وبعد أن ألحقت أضراراً فادحة بالجيش والمرتزقة، وادى ذلك الى سيطرة الپیشمرگة على ناحية سرسنک ووادي زاويته...

مزيد من المعلومات

ملحمة قرداغ ١٩٦٨

في أواخر عام ١٩٦٨ شنت الحكومة العراقية بمساعدة وتنسيق مسلحي المكتب السياسي القديم هجوماً مضاداً كبيراً على المناطق الخاضعة لسيطرة ثورة أيلول، تمكنوا من احتلال مساحة جغرافية واسعة في کرميان وقرداغ، لكن قيدة الثورة شنت هجومًا شاملاً لتحرير هذه المناطق، وفي تشرين الثاني ١٩٦٩ تمكنت من السيطرة على قرداغ وعدة مناطق أخرى وطرد قواتهم من تلك الاماكن.

مزيد من المعلومات

ملحمة قلعة (قشلة) رايات

كانت قلعة رايات حصناً قوياً تم بناؤه في عهد النظام الملكي كجزء من خطة الحكومة لغزو المنطقة، وكانت جدرانها مبنية من الحجر والأسمنت ومتینة جداً، وكانت وسيعة وكبيرة لدرجة أنها يمكن أن تستوعب فوجاً عسكرياً، ومن طابقين تتكون من قسمين رئيسيين وتحتوي على عدة غرف، المدخل الرئيس للقلعة مواجه للغرب ومحيطها مناطق خالية، وكان يقع بين قرى خلان ورايات وباوكراوه في منطقة بالكايتي.

مزيد من المعلومات

ملحمة چمي ريزان

تدور أحداث هذه الملحمة في تشرين الأول عام ١٩٦٣ في چمي ريزان، حيث هاجم الجيش العراقي بدعم من قوة عسكرية تابعة للدولة السورية چمي ريزان، وبعد شهر من القتال والمواجهات، انسحبت قوات الپیشمرگة من المنطقة وسيطرت الحكومة على المنطقة، ولكن واصلت قوات الپیشمرگة على شكل حرب عصابات القتال وضايقت الجيش العراقي، حتى جعلت الحكومة مضطرة إلى الدعوة إلى الحوار، وفي أوائل عام ١٩٦٤ تم اعلان وقف إطلاق النار.

مزيد من المعلومات