تمّ تمركز قوة من الپیشمرگة بقيادة محمود كاواني ومساعده خورشيد شيره في کوسپي سپي ومرتفعات جبل سيرين شرق قرية پيروسوان بالقرب من قرية برسيرين على طريق هاملتون، بهدف منع أي هجوم محتمل من قبل الجيش الحكومي، إذا كان ينوي الهجوم على بالكايتي من رواندز، وذلك لأنه في نفس المنطقة وخاصة أثناء حصار قشلة رايات، شن الجيش العراقي هجوماً كبيراً على بالكايتي لكسر الحصار على القشلة، ولكن تم دحره من قبل الپیشمرگة وتدمير فوج عسكري بالكامل.
بعد تلك المعركة لم يتمكن الجيش العراقي بعد ذلك من مهاجمة المنطقة عبر هذا الطريق، لكن سرية عسكرية وعدة نقاط محصنة من المسلحين المرتزقة تمركزت بالقرب من قرية برسيرين و کوسپي سپي. وقامت تلك القوة للپیشمرگة التي بلغ عددها ٢٠ مقاتلاً، بالتحصن في مواجهة ربایا التابعة للجيش العراقي والمسلحين المرتزقة. الجدير بالذكر أن المسلحين كانوا تابعين للشيخ زيتو، وكان لديهم مسؤولان بإسمي عزيزخان وجبو، ویبدو أنهم كانوا على صلة بالثورة، ولهذا السبب غالباً ما كانوا يساعدون الپیشمرگة بالمؤن والمواد الغذائية والذخيرة.
في أحد الأيام، ومن أحد مواقع الپیشمرگة في مرتفعات جبل سيرين المطل على معسكر الجيش العراقي المقابل لقرية برسيرين، بينما كان الجنود منهمكين في تلقي وجبة الغداء، قام الپیشمرگة بدحرجة صخرة كبيرة لتتدحرج وتصطدم بالمعسكر وتضرب أوعية وأحواض الطعام، فرّ الجنود وتركوا المكان، وفي اليوم التالي قاموا بإخلاء المعسكر تماماً.
في ٣١ تموز ١٩٦٢، تلقت قوة الپیشمرگة تلك أخباراً تفيد بأن الحكومة تنوي الهجوم على مواقعها. وهكذا في ٢ آب ١٩٦٢ وفي الساعة الخامسة صباحاً، تأكد الخبر وبدأ الهجوم، واستعد الپیشمرگة للدفاع وتقسموا إلى عدة محاور، ويبدو أنه بسبب علاقتهم بمسلحي الشيخ زيتو، لم يكن لديهم خطر من جهة هؤلاء المسلحين.
في إشارة ورد أن أحد مواقع الجيش العراقي كان محاصراً من قبل الپیشمرگة، لذلك كانت الحكومة تنوي في هذا الهجوم إنقاذهم، ولهذا الغرض طلبت من عزت سليمان بگ أن يقوم بحملة عسكرية على المنطقة، لأن مسلحيه اشتهروا بالشجاعة والذكاء. كما توضح الإشارة أيضاً إلى أن هذا قد أتاح فرصة لكريم خان برادۆست، الذي كان قد ترك صفوف الثورة وانضم إلى الحكومة في تلك الفترة، للمشاركة في تلك المعركة ليحظى بثقتهم.
في البداية، وكما هو الحال دائماً في خطط الحرب، بدأ الهجوم بقصف عنيف للمواقع بالمدفعية والطائرات الهجومية، ثم هاجم الجيش والمسلحون المرتزقة الپیشمرگة من ثلاثة محاور وحتى الساعة ٣ من بعد ظهر نفس اليوم، استمر الجيش والمسلحون في هجومهم، بينما كان الپیشمرگة في وضع دفاعي، لكن ذخيرتهم وأسلحتهم كانت تنفد تدريجياً.
يبدو أن الجيش والمسلحين المرتزقة قد أدركوا ذلك، لذلك أرادوا التقدم نحو قمة المرتفعات لرفع العلم عليها وإعلان النصر على الپیشمرگة، اختبأ الپیشمرگة حتى وصلوا إلى قمة المرتفعات، وفي اللحظة التي كانوا فيها مشغولين برفع العلم، هاجموا، وقتلوا عدداً من المسلحين واستولوا على أسلحتهم وذخائرهم، وبهذا تمكنوا من تأمين كمية من الذخيرة والأسلحة، ثم شنوا هجوماً مضاداً، وهزموا المسلحين والجنود العراقيين وأجبروهم على الفرار، وطاردهم الپیشمرگة حتى أجبروهم على التراجع إلى المكان الذي أتوا منه.
بعد أن استمرت المعركة لمدة ١٤ ساعة، سجل الپیشمرگة انتصاراً على الجيش والمسلحين المرتزقة، وتم ترك جثث ١٢ جندياً و ٤ مسلحين مرتزقة في ساحة المعركة، واستشهد اثنان من الپیشمرگة ودفنوا في نفس مكان استشهادهم، ولا يزال قبرهما في نفس المكان حتى اليوم.
كان إنجاز الپیشمرگة في تلك المعركة هو الاستيلاء على ١٠ بنادق إنجليزية ورشاش برين وجهاز لاسلكي ومنظار.
المصادر:
١- مسعود بارزانی، بارزانی و بزوتنەوەى ڕزگاریخوازی کورد، بەرگی سێیەم، بەشی یەکەم، شۆڕشی ئەیلوول ١٩٦١-١٩٧٥، چاپی یەکەم، ٢٠٠٤.
٢- خورشید شێرە، خەبات و خوێن، بیرەوەریەکانی ساڵانی خەباتی پێشمەرگايەتی، چاپی سێیەم، (هەولێر- ٢٠١٥).
٣- غازى عادل گەردى، پێشمەرگەیەک لە خزمەت ڕێبازى بارزانیدا حەجى بیڕۆخى، بەرگى یەکەم، چاپى دووەم، (تورکیا- ٢٠٢١).
٤- ئیسماعیل گوندەژۆرى، شۆڕشى ئەیلول لە باڵەکایەتى، چاپى یەکەم، (چاپخانەى ڕۆژهەڵات- ٢٠١٨).
٥- زرار سلیمان بەگ دەرگەڵەیی، بیروەریەکانم لە ساڵانى ١٩٤٣-١٩٧٧دا.