بدأت الحرب هذه المرة من قبل الحكومة العراقية بخطة عسكرية محكمة واستعدادات حاسمة في مناطق مختلفة من كوردستان، وبعد أن مارست ضغطاً كبيراً على مواقع الپیشمرگة حيث الهجمات المتتالية والقصف المدفعي والجوي المكثف على منطقة آكرى(عقرة)، ونتيجة لهذا الضغط الشديد ونقص الذخيرة، تراجعت قوات الپیشمرگة من تلك المواقع إلى جبل پیرس، ومع انهيار خط الدفاع هذا، تعرض مقر قوة آكرى وشيخان في كهف شرمن بقيادة حسو ميرخان دولمري للهجوم من قبل القوات الحكومية، وعلى الرغم من أن هجمات الحكومة كانت تُفشل من قبل قوات الپیشمرگة وتُلحق بهم خسائر فادحة، إلا أن الپیشمرگة كانت تستولي على أسلحة الجيش والمرتزقة بعد كل هجوم يتم صده، لكن الحكومة استمرت في هجومها بقوة عسكرية كبيرة ومرتزقة ودعم من المدفعية بعيدة المدى والطائرات الحربية.
نتيجة لكل هذه الهجمات المتتالية من قبل القوات الحكومية، تمكنوا من السيطرة على عدة مواقع وقرية شوش التي كانت قوات الپیشمرگة بقيادة عمر آغا دولمري تدافع عنها، وضعت قوات الپیشمرگة خطة لاستعادة هذه المواقع لأنه إذا لم تستعد هذه المواقع فكان سيتعين نقل مقر القوة إلى مكان آخر، تم وضع خطة هجوم الپیشمرگة على القوات الحكومية من ثلاثة محاور، المحور الأول يتكون من الهجوم على غرب قرية شوش بقيادة عمر آغا دولمري، وقوة أخرى في شرق القرية بقيادة حاجي ميرخان دولمري وملا عزير زيويي، وقوة أخرى بقيادة هرمز ملك چكو مسيحي لإغلاق الطريق من الجنوب حتى يتم تطويقهم.
في هذا الهجوم الذي شنه الپیشمرگة، مُنيتْ القوات الحكومية بهزيمة كبيرة وأخلت مواقعها وتركت جثث قتلاها في ساحة المعركة، وكان وشيكاً أن يتم أسر قائد قوات الحكومة العقيد الركن صعب حردان، ولكن في تلك اللحظة، أُصيب عمر آغا قائد الپیشمرگة وانشغل به الپیشمرگة، واستغل المذكور الفرصة وهرب ونجا من أيدي الپیشمرگة.
بعد أن ابتعد عمر آغا عن جبهة القتال بسبب إصابته لتلقي العلاج، حل محله هرمز مالك چكو، شن الجيش العراقي حملة واسعة أخرى من الهجوم والاعتداء على مواقع الپیشمرگة في ٢٧ حزيران ١٩٦٣، بهدف إزالة الپیشمرگة من المنطقة بأكملها، وخاصة بعد الظهر حيث اشتد القتال، لكن الپیشمرگة دافعوا بشدة عن مواقعهم، حتى تمكنوا من إفشال هذا الهجوم أيضاً وإجبار قوات الحكومة على التراجع وترك ١٢ جثة في ساحة المعركة. في برقية للجيش العراقي برقم (١٠٤٥) بتاريخ ٢٨ حزيران والتي وقعت في أيدي الپیشمرگة في هذه المعركة، اعترفوا بـ ٢٧ قتيلاً و ٥١ جريحاً.
بعد كل هذه الهجمات والاعتداءات التي شنتها القوات الحكومية للاستيلاء على مقر القوة في كهف شرمن، لم تتمكن من تحقيق هدفها، بل تعرضت لهزيمة كبيرة وخسائر فادحة، لأنه تمكن الپیشمرگة بقيادة هرمز مالك چكو في منطقة شوش، من الصمود والدفاع حيث لم تسمح لهم بتحقيق أي تقدم، لذلك اضطرت القوات إلى الانسحاب نحو دينارتة وجبل پيرس.
المصادر:
١- کاروان جوهر محمد، ئیدریس بارزانى ١٩٤٤- ١٩٨٧ ژیان و ڕۆڵى سیاسى و سەربازى لە بزوتنەوەى ڕزگاریخوازى کورددا، (چاپخانەى هێڤی- هەولێر- ٢٠١٩).
٢- وەلى زبێر هۆستان، چەند ڕووداو و بەسەرهاتێک لە شۆڕش و ڕاپەڕینەکانى بارزاندا، چاپی یەکەم، (چاپخانەى ڕۆژهەڵات- هەولێر- ٢٠١٧).
٣- حاجى میرخان دۆڵەمەرى، گەڕان بەدواى دادپەروەریدا، بەرگى یەکەم، چاپى دووەم، (چاپخانەى اسراء- تاران- ٢٠٢١).
٤- مسعود بارزانی، بارزانی و بزوتنەوەى ڕزگاریخوازی کورد، بەرگی سێیەم، بەشی یەکەم، شۆڕشی ئەیلوول ١٩٦١-١٩٧٥، چاپی یەکەم، ٢٠٠٤.
٥- ئارى کەریم، چەند لاپەڕەیەکى زیندوو لە شۆڕشى ئەیلوولدا، (چاپخانەى خەبات- دهۆک- ١٩٩٩).