معركة زینَتیر

خلال سلسلة معارك ثورة أيلول العظيمة بين قوات پيشمرگة كوردستان والجيش العراقي، وفي أواخر خريف عام ١٩٦٥، شن الجيش العراقي هجوماً واسع النطاق على مواقع قوات الپيشمرگة على جبال بني هرير وزينَتير...


التحضيرات:

بعد أكثر من عام من وقف إطلاق النار بين الحكومة العراقية وثورة أيلول، تراجع نظام عبد السلام عارف عن وعوده الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار، وفي أواخر آذار عام ١٩٦٥ قام بفرض الحرب مرة أخرى على كوردستان، حيث كان النظام يعتقد أن انقسام الحزب الديمقراطي الكوردستاني والثورة الكوردية يمثل وقتاً مناسباً لاستئناف الهجمات والغارات، الأمر الذي سيزيد من فرصهم في تحقيق النصر. وفي خريف عام ١٩٦٥ شن الجيش العراقي هجوماً كبيراً على جبال بني هرير وزينَتير، واستمرت معركة شرسة لمدة ثلاثة أيام، أسفرت عن مقتل عدد كبير من الجنود والمسلحين المرتزقة.

خلال تلك المعركة، لعبت مدفعية الثورة دوراً هاماً ومؤثراً في قصف القوات العراقية، وخاصة معسكرات مخيمات ومعسكرات في سهل حرير باستخدام مدافع عيار ٢٥ رتل، والتي كان يشرف عليها ضابط مدفعية الثورة الملازم خضر عبدالله الدباغ، حيث تمكنت المدفعية من إلحاق خسائر فادحة بالجيش العراقي وإحداث فوضى عارمة في معسكراته. ويتضح ذلك من ثناء وتقدير قائد الپيشمرگة يونس روژبياني على جبهة القتال، حيث شكرهم وهنأهم لاسلكياً على أدائهم.

كان عام ١٩٦٥ والعام الذي تلاه من أصعب السنوات في عمر الثورة، حيث شهدت العديد من المعارك الشرسة وتحققت فيه انتصارات عظيمة، في ذلك العام نفسه، تم نقل قيادة الثورة من منطقة پشدر إلى منطقة بالكايتي حتى نكسة عام ١٩٧٥، لذلك وجهت الحكومة معظم قوتها وطاقتها وثقل هجماتها البرية والجوية نحو تلك المنطقة، بهدف الوصول إلى قيادة الثورة بأسرع ما يمكن وتحقيق النصر عليها، وبالتالي إلحاق الهزيمة بها في المستقبل القريب.

من الواضح أن تلك المعارك التي دارت في تلك الفترة استمرت لمدة عام كامل، دون أن تتمكن الحكومة من تحقيق نصر حاسم، وعلى الرغم من تمكنها من السيطرة على بعض المدن والبلدات، إلاّ أن المناطق الجبلية كانت أكثر ملاءمة لقوات الپيشمرگة للدفاع، حيث استطاعت إلحاق خسائر فادحة بالقوات الحكومية، وقد كان هذا ما حدث بالفعل، بشكل عام، تكبد الجيش العراقي خسائر كبيرة في تلك المعارك، حيث تُركت جثث العديد من الضباط والجنود في ساحات القتال، كما وقعت عشرات القطع من الأسلحة المختلفة في أيدي قوات الپيشمرگة، وقد أدى ذلك إلى اضطرار الحكومة إلى زيادة عدد الجنود والمعدات الحربية على جبهة القتال.


المصادر:      

١- هاوکار کریم حمە شریف، شۆڕشى ئەیلوول، چاپى یەکەم، (چاپخانەى زانکۆى سەلاحەددین- هەولێر – ٢٠١٢).

٢- مسعود بارزانی، بارزانی و بزوتنەوەى ڕزگاریخوازی کورد، بەرگی سێیەم، بەشی یەکەم، شۆڕشی ئەیلوول ١٩٦١-١٩٧٥، چاپى یەکەم، ( هەولێر-  ٢٠٠٤).

٣- ملازم خدر عەبدوڵڵا دەباغ، تۆپخانەى شۆڕشى ئەیلوولى مەزن، چاپى سێیەم، (چاپخانەى وەزارەتى ڕۆشنبیرى- هەولێڕ- ٢٠٢٠).

٤- کاروان جوهر محمد، ئیدریس بارزانى ١٩٤٤- ١٩٨٧ ژیان و ڕۆلى سیاسیى و سەربازى لە بزوتنەوەى ڕزگاریخوازى کورددا، (چاپخانەى هێڤی- هەولێر- ٢٠١٩).


مقالات ذات صلة

معركة قرية بانە سور ١٩٨٤

هذه هي فعالية لقوات پیشمرگة كوردستان بالقرب من قرية بانه سور في محيط دهوك بمنطقة بادينان، حيث نصبت قوة من پیشمرگة تابعة لمنظمة رينجبران كميناً على الطريق الرئيس المؤدي إلى مانگيشکى، ووقعت سيارة تابعة للمسلحين المرتزقة في الكمين، وتم الاستيلاء عليها وفي فترة قصيرة وقتل جميع من فيها من الركاب والاستيلاء على جميع أسلحتهم.

مزيد من المعلومات

معركة قرية آيچي

بعد مجيء بارزانيين إلى إيران وبعد تأسيس جمهورية كوردستان في مدينة مهاباد، واجهت تلك الجمهورية الوليدة مجموعة من المشكلات والعقبات، وأهمها تلك المعارك التي وقعت بين پیشمرگة جمهورية كوردستان والجيش الإيراني والعشائر المعارضة في كوردستان...

مزيد من المعلومات

معركة قارنى

في ليلة ٢١ آذار ١٩٤٧، أي في اليوم الأول من عيد نوروز الذي يوافق عام ١٣٢٦ شمسي، قررت مجموعة من قوات پیشمرگة بارزاني بقيادة سليمان بك درگلیى وزرار بگ درگلیى وعلي آغا خيرزوكي، وملكو زيرو وملا شين وعدد آخر من قادة پیشمرگة بارزاني الهجوم على القاعدة العسكرية الإيرانية في قارنى..

مزيد من المعلومات

معركة قاراوه‌

عند تأسيس جمهورية كوردستان عام ١٩٤٦، نرى أن هذه الجمهورية الكوردية واجهت مجموعة من المشكلات والعقبات من قبل إيران وحلفائها مثل بريطانيا وأمريكا، التي كانت في إيران في ذلك الوقت بسبب الحرب العالمية الثانية...

مزيد من المعلومات

معركة شرمن

علّقت الحكومة العراقية في حزيران ١٩٦٣ مفاوضات الاتفاق مع قيادة الثورة الكوردیة، وبعد ذلك اتجه الوضع السياسي في العراق وكوردستان نحو التعقيد، وجهت اذاعة بغداد وبالتحديد في ١٠ حزيران تحذيراً للكورد ووصفهم بالانفصاليين، ثم اندلعت جولة أخرى من المعارك والاشتباكات بين قوات الپیشمرگة والجيش العراقي والحرس القومي والمسلحين المرتزقة المأجورين.

مزيد من المعلومات