معركة تلخیم

حدثت معركة تلخيم في ٦ حزيران ١٩٦٣ في سفح جبل قرچوغ بقرية تلخيم، حيث هاجم الحرس القومي والجيش والشرطة القرية المذكورة. استمرت المعركة من فجر ذلك اليوم حتى الساعة الواحدة بعد الظهر. ونتيجة لذلك تمكنت قوات البيشمركة وسكان القرية من إلحاق الهزيمة بالحكومة واحباط الهجوم وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وإجبار قواتهم على التراجع.


بعد أن وصلت المفاوضات بين قادة الثورة والحكومة إلى طريق مسدود، بدت ملامح استئناف الحرب واضحة في سلوك وتصرفات حكومة البعثيين برئاسة عبد السلام عارف، خرج مقر لجنة محلية الحزب الديمقراطي الكوردستاني من داخل مدينة أربيل، وأسسوا قاعدة لهم في جبل قرچوغ بمنطقة مخمور-كنديناوة، والتحق بهم المئات من الأشخاص، كانت الحكومة العراقية تستعد لشن هجوم على كوردستان منذ منتصف شهر نيسان عام ١٩٦٣، حيث بدأت القوات العسكرية بدعم من المسلحين المرتزقة من العرب البدو في شهر حزيران بالهجوم والمداهمة والاعتقالات ومطاردة الكورد.

كانت قوات البيشمركة المتمركزة في جبل قرچوغ مهددة من قبل الجيش العراقي من جهة، ومن جهة أخرى كان أهالي مخمور يزودونهم باستمرار بالأخبار بأنهم يتعرضون دائمًا لتهديدات بالاعتقال والقتل من قبل الحرس القومي التابع للحكومة، وأنهم بدأوا في نهب ومصادرة ممتلكات الناس في معظم القرى. بالإضافة إلى ذلك، ازداد الاعتقال والتعذيب والزج في السجون على يد الحرس القومي، حتى أن الأمر وصل إلى حد تعرض النساء للمضايقات والاعتداء الجنسي من قبل القوات المذكورة، ولإنقاذهم وعدم قبول هذا الظلم والاعتداء ووضع حد له، شكلت قوات البيشمركة مفرزة فدائية، ونصبت كميناً للحرس القومي التابع لمخمور بين الگوير ومخمور، وقتلت منهم اربعة مسلحين واستولت على أسلحتهم.

بعد تلك المعركة، قام الحرس القومي بقيادة الشيخ عَنَش ومحمد شحادة، مع قوة كبيرة من الشرطة والجنود يقدرعددهم بحوالي ٨٠٠ شخص، وبدعم من الدبابات والمدفعية والعديد من المركبات العسكرية، بشن هجوم على قره جوغ وقرية تلخيم صبيحة يوم ٦ حزيران ١٩٦٣من عدة محاور: قوة من الشمال عبر  طريق أربيل- ديبگة باتجاه مخمور إلى بازارگە، وقوة أخرى من جنوب الحدود من كركوك وعبر طريق دبس- ديبگة باتجاه قرية سليمان بخش، وقوة أخرى من الغرب ومعها سرية دبابات توجهت إلى قرية سرگران بالقرب من جبل قره چوغ لمنع أي قوة من الوصول إلى الجبل والدفاع عنه. 

في تمام الساعة ٧:٣٠ صباحاً من يوم ٦ حزيران، وفي قرية تلخيم الواقعة عند سفح جبل قره جوغ تصدت قوات البيشمركة وأهالي القرية لقوات الحكومة على كل من تلّيْ تلخيم وتلة کيلەسپى، واندلع قتال عنيف بين القوات المهاجمة والمدافعة استمر حتى الساعة الواحدة بعد الظهر، ونتيجة لذلك، مُنيت قوات الحكومة بهزيمة وتكبدت خسائر فادحة، حيث قُتل ١٢ من الجنود والحرس القومي وأصيب عدد آخر بجروح. بالإضافة إلى ذلك، تم الاستيلاء على سيارة وجهاز لاسلكي، أما من جانب البيشمركة فقد استشهد منهم  أربعة افراد، كما استشهد أيضاً سبعة من سكان القرية الذين كانوا يعملون في الزراعة.

بعد أن أفشل البيشمركة وأهالي القرية الهجوم، قامت القوات الحكومية، أثناء انسحابها من مناطق ديبگة ومخمور باعتقال العديد من المدنيين الأبرياء في جميع الطرق واقتيادهم معهم.


المصادر:

١- خورشید شێرە، خەبات و خوێن، بیرەوەریەکانی ساڵانی خەباتی پێشمەرگایەتی، چاپی سێیەم، هەولێر، ٢٠١٥.

٢- خۆشەوى عەلى کانیەلنجى، بیروەریەکانى عەزیز قازى حەمەد سورچى، چاپخانەى دانیشفەر، هەولێر، ٢٠٢٣.

٣- سەید کاکە، بیرەوەرى پێشمەرگەیەک، چاپخانەى وەزارەتى رۆشنبیرى، چاپى یەکەم،١٩٩٧.

٤- مسعود بارزانی، بارزانی و بزوتنەوەى ڕزگاریخوازی کورد، بەرگی سێیەم، بەشی یەکەم، شۆڕسی ئەیلوول ١٩٦١-١٩٧٥، چ: یەکەم ٢٠٠٤.

٥- ئارى کەریم، چەند لاپەڕەیەکى زیندوو لە شۆڕشى ئەیلوولدا، چاپخانەى خەبات، دهۆک ١٩٩٩.


مقالات ذات صلة

معركة باوه خوشين ١٩٦٣

شن الجيش العراقي في ٤ أب ١٩٦٣، هجوماً على قرية باوه خوشين بالقرب من دربندخان، وخلال هذا الهجوم اشتبك مع قوات الپيشمرگة في قره داغ، وبعد ساعتين من القتال والاشتباكات، مُني الجيش العراقي بهزيمة كبيرة واضطر إلى التراجع إلى معسكر دربندخان، كما تكبد خسائر فادحة.

مزيد من المعلومات

معركة بنگرد

اندلعت هذه المعركة في ١١ تشرين الأول ١٩٧٦ في مركز ناحية بنگرد شمال غرب محافظة السليمانية، بين قوات الپيشمرگة التابعة للأقليم الثاني للقيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وشرطة الناحية، حيث تمكنت قوات الپيشمرگة من السيطرة على ناحية بنگرد لفترة مؤقتة.

مزيد من المعلومات

معركة بيلمبیر

اندلع هذا القتال في ٢٥ أيار ١٩٧٧ في قرية بيلمبير شمال محافظة دهوك في منطقة برواري بالا بين قوات الپيشمرگة التابعة للإقليم الأول للقيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وجيش النظام، تكبد الجانبان خسائر فادحة في هذا القتال الذي انتهى بانسحاب الجيش.

مزيد من المعلومات

معركة بیستانە

اندلعت معركة بستانة نتيجة لهجوم اللواء الثالث من الجيش العراقي على قوة سهل أربيل التابعة للپيشمرگة، بسبب مقتل رئيس مرتزق عربي الجنسية موالي للحكومة يدعى الشيخ عنش في ربيع عام ١٩٦٨. وبعد معركة استمرت ثلاث ساعات تمكنت قوات الپيشمرگة من صد هجوم الجيش العراقي وقتل عدد من الضباط والجنود، وأجبار قواته على التراجع.

مزيد من المعلومات

معركة پیر‌مگرون

في سلسلة معارك ثورة أيلول الكبرى بين قوات بيشمركة كوردستان والجيش العراقي، اندلعت معركة كبيرة في منطقة پیر‌مگرون في ٢٨ نيسان ١٩٦٥ واستمرت حتى ١٢ آيار من نفس العام...

مزيد من المعلومات