وقوع المعركة
في عام ١٩٧٧، كان مقرا گوڤكى وبيلمبير التابعان للپيشمرگة في القيادة المؤقتة يقعان بالقرب من بعضهما البعض في منطقة برواري بالا. كان مقر گوڤكى يضم عدداً كبيراً من الپيشمرگة، بالإضافة إلى مفرزة حجي قادو، كانت هناك مفارز محمد خالد بوسلي ومحمد گودا، التي كانت تضم أكثر من مائة پيشمرگة في ذلك المقر، على العكس من ذلك، لم يكن في مقر بيلمبير سوى مفرزة أحمد شاني، وفي ٢٥ أيار ١٩٧٧، شنت قوة كبيرة من جيش النظام، تألفت من ٥٠٠ ضابط وجندي وبدعم من تسع طائرات هليكوبتر ناقلات الأفراد ومقاتلة صامتة (السمتية) هجوماً على مقر بيلمبير من ثلاث جبهات: الشرق والغرب والجنوب (تم شراء طائرات هليكوبتر سمتية حديثاً من فرنسا وكانت المرة الأولى التي يستخدمها الجيش ضد الپيشمرگة)، اندلع القتال بين الجانبين، بعد سماع أصوات إطلاق النار في مقر گوڤكى، انطلق حجي قادو ومحمد خالد ومحمد گودا مع حوالي ستين مقاتلاً من الپيشمرگة لمساعدة رفاقهم، وأثناء الطريق، تعرضوا أيضاً لهجوم من الطائرات، وبالقرب من مقر أحمد شانه استشهد حسن هجر ابن عم حجي قادو برتبة آمر مفرزة ومقاتل آخر من الپيشمرگة نتيجة لقصف مروحيات الهليكوبتر، وأصيب أيضاً كل من ميرخان وشمو وثلاثة مقاتلين آخرين من الپيشمرگة التابعين لحجي قادو بجروح. كانت الطائرات تحلق على ارتفاع منخفض وتقوم بإجلاء جثث قتلاها وحتى جثث الپيشمرگة الشهداء، لم يكن لدى القوة بأكملها سوى قاذفة صواريخ واحدة (آر بي جي) وثلاث قذائف لها. بعد استخدامها أصبحت الطائرات أقل جرأة على التحليق على ارتفاع منخفض، عندما وصل الپيشمرگة التابعون لحجي قادو ومحمد خالد ومحمد گودا، كان أحمد شانه والكثير من مقاتليه قد نفدت ذخيرتهم.
لكنهم استمروا في المقاومة، وبوصول هذه القوة، حول الپيشمرگة مواقعهم من الدفاع إلى الهجوم، وتمكنوا من قتل عدد كبير من جنود الجيش في ساحة المعركة وإجبار الجيش على التراجع. قامت الطائرات قدر الإمكان بإجلاء جثث وجرحى جنودها وحتى جثتي زوراب وپيشمرگة شهيد آخر من ساحة المعركة، كما تم أسر مقاتل پيشمرگة يدعى رسول دوسكي من قبل الجيش وأخذوه معهم، وفي طريق العودة ألقوا برسول دوسكي حياً من الطائرة واستشهد.
أسفر القتال عن استشهاد ثمانية من الپيشمرگة واثنين منهم كانا قد التحقا بقوات الپيشمرگة حديثاً، بالإضافة إلى أربعة مدنيين، وأصيب تسعة مقاتلين من الپيشمرگة بجروح، من بينهم صالح سيتو وأحمد شانه نفسه، كما استشهد علي هروري وهو أحد مقاتلي الپيشمرگة التابعين لأحمد شانه، بعد إصابته بعشرات الرصاصات، كما استشهد في نفس اليوم زوران عبد العزيز (أنور)، تكبد جيش النظام أيضاً أكثر من ٤٥ إلى ٥٠ قتيلاً، تم نقل جثث الشهداء من قبل حجي قادو والملازم محمد سوراني ومحمد خالد ومحمد گودا والمقاتلين الپيشمرگة إلى قرية آروشى حيث دفنوا وبعد ذلك عادوا إلى مقر گوفكى.
وفي اليوم التالي قرر حجي قادو برفقة أربعة من الپيشمرگة العودة إلى مقر بيلمبير لإحضار الأسلحة التي تركت هناك، وهكذا انطلقوا نحو مقر بيلمبير، وبعد أن جمعوا الأسلحة وحملوها، قرروا تناول وجبة الغداء هناك ثم العودة إلى وادي الشهداء، وفي نفس اليوم أي في ٢٦ آيار عادت أربع طائرات هليكوبتر من طراز سمتية إلى مقر بيلمبير حيث كان يتواجد حجي قادو ورفاقه الپيشمرگة، فجأة ظهرت الطائرات من خلف الوادي ولم يكن لدى الپيشمرگة الاستعداد أو الفرصة للدفاع عن أنفسهم، ونتيجة لإطلاق النار والقصف من الطائرات استشهد حجي قادو على الفور في مكان الحادث.
في اليوم التالي، أي في ٢٧ أيار ١٩٧٧، وصل جيش النظام مرة أخرى عبر سبع طائرات نقل جنود إلى معسكر گوفكى، بعد الإنزال شن جنود جيش النظام هجوماً واسع النطاق على قوات الپيشمرگة، على الرغم من أن قوات الپيشمرگة فقدت في اليوم السابق قائدهم والعديد من مقاتلي الپيشمرگة الأبطال، إلا أنهم دافعوا ببسالة وهزموا الجيش المهاجم بشدة وأجبروهم على التراجع.
بعد هذه المعركة، وصلت عدة مفارز أخرى إلى وادي الشهداء ومعسكر گوفكى لحراسة المكان وقبور الشهداء، لأنهم تلقوا أخباراً تفيد بأن النظام ينوي القدوم إلى المنطقة بالطائرات ونقل الجثث، بقيت المفارز في المنطقة لمدة أربعين يوماًحتى تأكدوا من أن الجيش لن يعود لهذا الغرض.
المصدر:
١- أرشیف هیئة الموسوعة للحزب الدیمقراطي الکوردستاني.