المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكردستاني

انعقد المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكردستاني(الحزب الديمقراطي الكوردي العراق- ١٣ آذار ١٩٥١) بعد عودة حمزة عبد الله وتشكيل المكتب السياسي الجديد في ١٣ آذار ١٩٥١ في مدينة بغداد.


الظروف والأسباب

في عام ١٩٤٩ حسين جميل وزيرا للعدل في حكومة علي جواد الأيوبي وبهذا أوجدت أجواءً سياسيةً في العراق وأطلق سراح معظم المعتقلين السياسيين. وفي هذا الاطار، تم الإفراج عن معظم قيادات وكوادر الحزب الديمقراطي الكوردي ، امثال حمزة عبد الله ، عوني يوسف، جليل هوشيار، وإبراهيم أحمد.

بعد إطلاق سراحه من قبل الحكومة، سُمح لسكرتير الحزب حمزة عبد الله العمل لاستعادة جنسيته العراقية (التي سُلبت منه عام ١٩٣٨). و من أجل استعادة الجنسية العراقية، طلب حمزة عبد الله من اللجنة المركزية للحزب بوقف عضويته لكن هذا الطلب قوبل بالرفض، وعلى اثر ذلك اعلن حمزة عبدالله عن خروجه من البارتي وقد قوبل ذلك من قبل اللجنة المركزية للحزب.

وبالموافقة على خروج حمزة ، ظهر خلاف بين لجنة محلية كوية واللجنة المركزية المؤقتة في بغداد، والتي كانت قيادتها ضعيفة. وطلبت لجنة  محلية كوية من اللجنة المركزية اعادة النظر بقرارها، واضطرت اللجنة المركزية إلى إعادة حمزة عبد الله الى صفوف الحزب وتشكيل مكتب سياسي جديد  من: حمزة عبد الله وعوني يوسف وعلي عبد الله، على انْ يكون حمزة عبد الله مسؤولاً عنه. و التحضيرات لعقد مؤتمر الحزب، وطُلب من صالح رشدي ومصطفى كريم تسليم المكتب السياسي اجهزة مطبعة الحزب، لكنهما لم يفعلا ذلك،  وتركا الحزب وبدءآ بأفشاء أسرار الحزب. وخلال هذه الفترة، كإستعداد لعقد المؤتمر فقد تمت طبع برنامج الحزب ونشره مع اجراءتعديلات طفيفة عليه.

وبذلك فإن القيادة المؤقتة المنتخبة في مؤتمر بغداد لم تنجح في اداء مهمتها، ومن ناحية أخرى كانت الأوضاع السياسية وظهرت تعقيدات كبيرة في تنظيمات البارتي، ولهذا وبعد مرور فترة وجيزة على عقد مؤتمر بغداد ١٩٥٠، تقررعقد مؤتمر الحزب.


انعقاد المؤتمر

انعقد المؤتمر الثاني في يومي ١٣ و ١٤ آذار عام ١٩٥١ في منزل علي حمدي في مدينة بغداد، وشارك فيه حوالي ٣٠ عضواً من اربيل وبالك وكويه والسليمانية وحلبجة وبغداد. وبعد تقييم الوضع السياسي والتنظيمات الحزبية والمناقشات حول المسائل،  اتفق الحضور وخاصة حمزة عبد الله وعلي عبد الله وإبراهيم أحمد على تشكيل لجنة مركزية مؤقتة جديدة على ألا يكون أعضاؤها أعضاء في اللجنة المركزية السابقة، وبعد تشكيلها، يقوم اعضاء اللجنة المركزية السابقة والجديدة معاً بإجراء التغييرات اللازمة في برنامج الحزب والمنهاج الداخلي والاستعداد للمؤتمر الثالث.

وبقي اسم البارتي على حاله ، وتمت ترجمة البرنامج والمنهاج الداخلي السابق إلى اللغة الكوردية دون أي تعديل، وقد اضيفت له فقط مقدمة بأسم المكتب السياسي والأخرى بأسم  اللجنة المركزية. كما تقرر تعديل العهد القومي والبرنامج والمنهاج الداخلي بالتعاون مع السكرتير وأعضاء القيادة السابقة.

جرى انتخاب لجنة مركزية مؤقتة في المؤتمر الثاني للحزب من دون سكرتير و المكتب السياسي لأدارة الأعمال وتنشيط التنظيمات، من ستة أعضاء وهم: إبراهيم أحمد فتاح، نوري شاويس، جليل هوشيا، عمر دبابة، بكر إسماعيل محمد وحمد أمين معروف.

وبعد انتهاء المؤتمر، بدأ الحزب بتنفيذ مقررات المؤتمر وتنشيط تنظيماته بعد عامين من ركودها، وفي أيلول من عام ١٩٥١، أصدر الحزب عددا جديدا من جريدة رزكاري وصحيفة (نداء كردستان) بالعربية.

في عام ١٩٥٢ تم البدء بإعادة تنظيم لجان الفروع والمنظمات المحلية التي كانت قد تعرضت للأنشقاقات، وخلال هذه الفترة تم تفعيل منظمات السليمانية، حلبجة، بنجوين، قلعة دزة، رانية، بغداد،عقرة، كركوك، أربيل، بالك والعديد من مناطق التابعة لتلك المدن، وبقرار من اللجنة المكزية ايضاً فقد شارك الحزب الديمقراطي الكوردي في عام ١٩٥٢ في الانتخابات العراقية، وفاز بمرشحه المحامي مسعود محمد جلي زاده من كويه. كما شارك الحزب في انتفاضة ٢٣ نوفمبر ١٩٥٢ التي اندلعت ضد النظام العراقي آنذاك.

المشكلات الداخلية

وفيما يتعلق بالمشكلات الداخلية، لم يستطع المؤتمر الثاني للحزب حل المشكلات، ولكن لم يشارك  كل من صالح رشدي ومصطفى كريم في المؤتم، بالرغم من طلب لجنة إدارة المؤتمر منهما للحضور فيه، وقاما بإنشاء تنظيم جديد بإسم (الحزب الديمقراطي الكوردي  العراق). فقد غيّرا فقط اسم البارتي الى الحزب. وتم حل هذا الحزب الجديد في النصف الثاني من عام ١٩٥٢ والتحق معظم أعضائه بتنظيمات البارتي.

ولم يمتثل  حمزة عبدالله لقرارات المؤتمر ولم يساعد المنظمات الحزبية، كما قرره المؤتمر،  لذا قامت اللجنة المركزية للبارتي بتجميد عضويته، وبعد التجميد، اعتقل حمزة عبد الله في صيف عام ١٩٥١من قبل الحكومة، وتقرر اعادته الى تركيا، وفي الوقت ذاته بدأت الحكومة العراقية حملة اعتقالات اخرى طالت اعضاء البارتي، فقد اعتقل كل من ابراهيم احمد، علي عبدالله، عمر مصطفى، محمد حبيب، عوني يوسف، جلال حسام الدين طالباني، وصدر قرار بنفييهم الى بعض المدن العراقية، ولكن سرعان ما تم الغاء  القرار، و بقى القرار الصادر بحق حمزة عبدالله فقط ساري المفعول، ولكنه تمكن من الفرارمن زاخو ومنها الى السليمانية، اثناء نقله الى تركيا.    

وبعد عودته، اتصل حمزة عبدالله بالأعضاء المعارضين للحزب، ومن بينهم فرع السليمانية الذي كان على خلاف مع اللجنة المركزية، وكانوا سبق أنْ طردوا من قبل اللجنة المركزية، وانضموا الى حمزة عبدالله، حيث اتحد حمزة عبدالله مع فرع السليمانية و أسسوا حزباً بأسم(الجناح المتقدم للحزب الديمقراطي الكوردي العراق) وقد انضم إلى حمزة عبد الله في السليمانية كل من محرم محمد أمين، وشهاب شيخ نوري، وحمة كريم فتح الله، وبابا طاهر شيخ جلال وآخرين.  

في النصف الثاني من عام ١٩٥٢ حاولت اللجنة المركزية للبارتي اقناع حمزة عبدالله وفرع السليمانية الذين سموا انفسهم(المحلية الثانية التابعة للحزب الديمقراطي الكوردي العراق) العودة الى الحزب، في البداية وافقوا على العودة، شريطة اعادة المفصولين والمشاركة في مؤتمر البارتي، وتمت الموافقة على شروطهم من قبل اللجنة المركزية، ولكن تراجع حمزة عبدالله ورفاقه عن قولهم، وادى هذا الأنشقاق للحزب الى قيام اللجنة المركزية المؤقتة للبارتي بالأسراع للعمل من اجل عقد المؤتمر الثالث.


المصادر

• رسالة جلال طالباني (Pirot) إلى: الزعيم الجنرال مصطفى بارزاني ورفيقه العزيز ميرحاج أحمد (٥/١٠/١٩٥٥ - بكين) ، مسعود بارزاني ، بارزاني والحركة التحررية الكوردية ، ١٩٣١-١٩٥٨ ، المجلد الأول(اربيل – مطبعة وزارة التربية  - ٢٠٠٤م) رقم الوثيقة ٧.

• تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، المؤتمر و الكونفرانس(البرنامج والمنهاج الداخلي) ، هيئة موسوعة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، المجلد الأول ، (أربيل - دار طباعة روكسانا - ٢٠٢١).

• حبیب محمد كریم، تأریخ الحزب الدیمقراطي الكوردستاني ـ العراق (في محطات رئیسیة) ١٩٤٦ـ ١٩٩٣، (دهوك ـ مطبعة خه‌بات ـ ١٩٩٨م).

• علي عبد الله ، تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني - العراق حتى المؤتمر الثالث (مكان غيرمعروف- ١٩٦٨م).

• صلاح رشيد ، مام جلال: لقاء العمر من الشباب إلى القصر الجمهوري (السليمانية - مطبعة كاردو-٢٠١٧ ).

• عبد الله مردوخ ، بعض ذكريات إبراهيم أحمد (السليمانية - مركز زين - مطبعة كارو – ٢٠١٠م).

 


مقالات ذات صلة

المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني

بدأ المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني يوم ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٢ اعماله في مدينة دهوك تحت شعار(الحرية، الديمقراطية والعدالة) بحضور ١٠٢٢ مندوباً من مجموع ١٠٦٥ مندوباً يحق لهم المشاركة في المؤتمر من مجموع تنظيمات الحزب، وكان مجلس قيادة للحزب الديمقراطي الكوردستاني قد قرر خلال اجتماع عقده في منتجع پیرمام في ٨ آيار ٢٠٢٢، عقد المؤتمر الرابع عشر للحزب.

مزيد من المعلومات

المؤتمر العاشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني

انعقد المؤتمر العاشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني(الحزب الديمقراطي الكوردستاني- ٢كانون الاول ١٩٨٩) في قرية هيشماوه ‌شرقي كوردستان، بعد تشكيل الجبهة الكوردستانية عام ١٩٨٨ والتغييرات والمستجدات المحلية والإقليمية.

مزيد من المعلومات

المؤتمر السابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني

انعقد المؤتمرالسابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني(الحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق-١٥ تشرين الثاني ١٩٦٦) في ناحية گلالة، بعد خلافات الحزب مع المجموعة القديمة في المكتب السياسي، وذهابهم إلى إيران وعودتهم، وهزيمة حكومة عبد الرحمن عارف في جولة حرب جديدة مع الثورة في حزيران ١٩٦٦ و اتفاقية حزيران ١٩٦٦ مع الحكومة لإعادة تنظيم أمور الحزب.

مزيد من المعلومات

كونفرانس ماوەت

تم عقد كونفرانس ماوەت(كونفرانس ماوەت- المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق) نيسان ١٩٦٤) من قبل المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني بقرار من سكرتير الحزب ابراهيم احمد، لغرض معاداة الزعيم مصطفى بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في قرية ماوەت.

مزيد من المعلومات

ثورة بارزان الأولى

بعد إعدام الشيخ عبد السلام بارزاني على يد الدولة العثمانية في 14 كانون الأول1914، حل الشيخ أحمد بارزاني محل شقيقه الأكبر وهو يبلغ 18 عاماً وأصبح زعيماً دينياً واجتماعياً في منطقة بارزان.

مزيد من المعلومات