انعقد المؤتمر الثامن للحزب الديمقراطي الكوردستاني (الحزب الديمقراطي الكوردستاني - العراق في الأول من تموز ١٩٧٠) في قرية ناوبردان بعد اتفاقیة ١١ آذار ١٩٧٠.
الظروف والأسباب
منع ضباط السلطة تنفيذ اتفاقية ٢٩ حزيران ١٩٦٦ المبرمة بين قيادة الثورة والحكومة العراقية، حيث استخدم هؤلاء الضباط مجموعة المكتب السياسي السابق للبارتي التي استقرت في بغداد ضد الثورة، وذلك بتسليح أتباعهم وبناء مراكز ومقرات لهم في بعض المناطق التي كانت تتواجد فيها قوات البيشمركة، الى جانب عزل عبد الرحمن البزاز من رئاسة الوزراء وتكليف طاهر يحيى ليحل محله، وفي أواخر آب عام ١٩٦٧ زار رئيس الوزراء الجديد على رأس وفد حكومي الزعيم مصطفى بارزاني، حيث وعد رئيس الوزراء العراقي الزعيم مصطفى بارزاني كثيراً حول تنفيذ بيان ٢٩ حزيران ونزع السلاح من الفرسان(الجحوش)، لا سيما من أتباع مجموعة المكتب السياسي القديم.
وبعد فترة، تبين انّ الحكومة غير عازمة على نزع السلاح من الجحوش، وعلى عكس ذلك يتم دعمهم اكثر من قبل ضباط السلطة دون ارادة ورغبة رئيس الوزراء، وادى ذلك الى استئناف القتال بين الجحوش و البيشمركة، سبّب في اوائل ١٩٦٨ ظهور فتور في العلاقات بين قيادة الثورة والحكومة، ومن ثم اندلاع القتال في ١٥ نيسان عام ١٩٦٨.
في ١٧ تموز ١٩٦٨ شن حزب البعث انقلاباً على السلطة وأصبح أحمد حسن بكر رئيساً للجمهورية، وخفف النظام حربه المباشرة مع الكورد وبدأ بتشجيع وتسليح الجحوش ضد الثورة. وبلغت حدة المعركة الذروة، اخيراً وبعد عدة معارك واشتباكات،هُزمت الجحوش الحكومية في ١٨ تشرين الأول ١٩٦٨ والتجأتْ إلى القواعد الحكومية في كركوك.
بعد تلك الهزائم، وفي ايلول ١٩٦٩، اطلقت الحكومة مبادرة للتوصل إلى اتفاق مع قيادة الثورة وأرسلت وفده إلى ناوبردان، وبعد سلسلة من الأجتماعات في بغداد وناوبردان، والزيارة التي قام بها صدام حسين نائب رئيس الجمهورية العراقية الى ناوبردان و لقائه الزعيم مصطفى بارزاني في ١١ آذار ١٩٧٠، تم التوقيع على اتفاقية بين حكومة البعث العراقية وقيادة الثورة، نتج عنها الاعتراف بما قام الكورد من اجلها بالثورة، أي الأعتراف بالحقوق السياسية والقومية للشعب الكوردي في جنوب كردستان.
عقد المؤتمر
بعد اتفاقية ١١ آذار، انعقد المؤتمر في الفترة من ١ إلى ٦ تموز عام ١٩٧٠ في قرية ناوبردان وبحضور ٤٨٨ مندوباً، ونظراً للأجواء المواتية والمستقرة، فقد اعتبر هذا ثالث مؤتمر للحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي ينعقد بصورة علنية. وشاركت فيه وفود عدة من مختلف الأطراف العراقية ومنها: وفد حزب البعث العربي الأشتراكي، وفد الحزب الشيوعي الوطني الديمقراطي ، وفد الحركة الاشتراكية العربية ، وفد منظمة التحرير الفلسطينية ، وفود الأحزاب الكوردية من دول الجوار، وفد الحزب الديمقراطي الكوردي في لبنان، وفد جمعية الطلبة الكورد في اوروبا، والأمم المتحدة، ومن الشخصيات فقد حضره كامران بدرخان.
بدأ المؤتمر بكلمة ألقاها الزعيم مصطفى بارزاني، تُلي بعدها التقرير السياسي للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني من قبل حبيب محمد كريم سكرتير البارتي وباللغة العربية، في النهاية اختتمت اللجنة المركزية في ١٠ يوليو ١٩٧٠ اعمال المؤتمر الثامن بإصدار بيان ختامي لوسائل الإعلام وممثليها.
تشكلت هيكلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بناءعلى النظام الداخلي للمؤتمر الثامن، على النحو الآتي: الخلية، اللجنة التنظيمية، اللجنة المحلية، اللجنة الفرعية، اللجنة المركزية، المكتب السياسي، سكرتير اللجنة المركزية، الرئيس. كما تألفت هيئة التفتيش المركزية من عضو واحد من المكتب السياسي وعضوين من اللجنة المركزية للحزب.
وصادق اعضاء المؤتمر على المنهاج والنظام الداخلي للمؤتمر، واعادوا بالأجماع انتخاب الزعيم مصطفى بارزاني رئيساً للحزب، كما تم انتخاب اعضاء اللجنة المركزية الجديدة للحزب وهم السادة:
حبيب محمد كريم – سكرتيراً
الدكتور محمود عثمان
ادريس بارزاني
مسعود بارزاني
صالح يوسفي
علي عبدالله
نوري شاويس
سامي عبدالرحمن
هاشم حسن آكرةيي(عقراوي)
اسماعيل ملا عزيز
المقدم عزيز آكره يي (عقراوي)
فاخر ميركسوري
فارس باوه
رشيد سندي
شكيب آكره يي(عقراوي)
عبدالوهاب اتروشي
علي قاسم شنكالي
دارا توفيق
عبدول قرني
صديق افندي
زكية اسماعيل حقي
الأعضاء الأحتياط للجنة المركزية:
رشيد عارف عبدالرحمن
علي هه زار
نعمان عيسى
الشيخ رضا كولاني
جرجيس فتح الله شماس
محمد ملا قادر
شعبان سعيد محمد
حميد برواري
قادر جباري
تألف المكتب السياسي من الرفاق:
حبيب محمد كريم ،سكرتير اللجنة المركزية
الدكتور محمود عثمان مسؤول لجنة العلاقات الخارجية
عزيز آكره يي(عقراوي)
سامي عبدالرحمن
صالح يوسفي، مسؤول مكتب التنظيمات الجماهيرية
علي عبدالله
نوري صديق شاويس
وفي الفترة ذاتها، عقدت مجموعة المكتب السياسي القديم ، التي كانت تعمل بأسم البارتي مؤتمرها السابع في بغداد، قرروا خلال المؤتمر حل المجموعة، كما طرحوا مسألة الأنضمام الى البارتي، وقد تم ذلك بالأجماع، اتصلوا بعدها عن طريق الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني بالسيد مسعود بارزاني وطلبوا منه نقل طلبهم هذا الى الزعيم مصطفى بارزاني، وبعد إبلاغ الزعيم مصطفى بارزاني برغبتهم، قام سيادته بإصدار عفو عنهم، وقد زار جلال طالباني حاج عمران في ٧ آب ١٩٧٠ والتقى هناك بالزعيم بارزاني. وبعد سلسلة من الأجتماعات تم في ١ تشرين الأول من نفس العام اصدار عفو عام عنهم بالإجماع وقدعادوا إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
المصادر
-أرشيف هيئة الموسوعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني