في صيف عام ١٩٦٣، فرضت الحكومة العراقية الحرب على كوردستان بخطة كارثية، وأدارت ظهرها للمفاوضات السلمية، واستأنفت حملتها لتدمير بلدات وقرى كوردستان، لا سيما في مناطق سيطرة الثورة. يأتي ذلك بعد أن استولى البعثيون على السلطة في العراق بانقلاب عسكري.
بعد احتلال كويه و ارتكاب مجزرة بحق المدنيين في المدينة راح ضحيتها عشرات الأبرياء بأوامر من (طه شكرجي) قائد القوات العسكرية للجيش العراقي في كويه. واضطرت قوات البيشمركة إلى الانسحاب إلى جبل هيبت سلطان لإقامة خط دفاع على الجبل. وبحسب الأوامر التي وصلت إليهم، انطلقت قوة أخرى من البيشمركة من قاعدة بيرور لتعزيز خط الدفاع، واحدة تحت قيادة فارس باوا والأخرى تحت إشراف وسو دزيي.
واستعدت الحكومة العراقية لشن هجوم كبير على جبل هيبت سلطان في الاطراف الشرقية لكويه بقيادة العقيد سعيد حمو قائد اللواء الخامس من الفرقة الثانية. و قوات البيشمركة بقيادة عمر مصطفى (عمر دبابا) كانت مدعومة من قبل قوة أخرى من البيشمركة بقيادة عبد الله بشدري، الذين تم تكليفهم بالدفاع عن المنطقة وحمايتها.
في ٢٥ حزيران ١٩٦٣ هاجم الجيش العراقي ، مدعوماً بقوة من العملاء (جاش) وعدة وحدات مدرعة وكتيبة مدفعية ، مواقع البيشمركة. كما مهد الضربات الجوية الطريق لهم للهجوم. واستمرت معركة محتدمة بين القوات المهاجمة والدفاعية لقوات البيشمركة حتى المساء، مما أسفر عن هزيمة كبيرة للجيش والعملاء كما تكبدوا خسائر فادحة وخلفوا عدة جثث في ساحة المعركة فيما استشهد شخص واحد من قوات البيشمركة و أصيب ثلاثة أخرون بجروح.
وبعد الانتصار وجه قائد جبهة القتال هذه (عمر مصطفى دبابا) رسالة إلى البارزاني قائد الثورة والمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وأوضح موقف ونتائج القتال والحاجة إلى الرصاص.
وبعد فترة، أعاد الجيش العراقي تنظيم قواته وبدأ الاستعداد لهجوم آخ، وجاءت كتيبتان مشاة أخريان للمساعدة، واعتقدت أنها قادرة على مهاجمة مواقع البيشمركة مرة أخرى. لكن هذه المرة شنوا هجمات عنيفة وكثيفة على مواقع البيشمركة، بحيث كان من الصعب للغاية مقاومتها.
و كان نقص الذخيرة والأسلحة والمعدات الحربية مشكلة أخرى لقوات البيشمركة، لذلك فضلوا ترك خط الدفاع هذا والتراجع نحو بتواتة ورانية. لذلك تمكن الجيش العراقي من الظفر بجبل هيبات سلطان والاستيلاء عليه، مع الاستيلاء على الجبل أوقفت الحكومة مهاجمة المنطقة، ثم انضمت جزء من القوات التي شاركت في القتال إلى القوات التي هاجمت منطقة ميركسور .
بعد انتهاء الهجوم وإصابة الهدف من قبل الجيش العراقي، هدأت المعارك وهجمات الجيش العراقي لفترة من الوقت وشهدت المنطقة السلام نوعا ما، وهو ما شكل فرصة جيدة لقوات البيشمركة لإعادة تنظيم قواتها. وتواصل النضال الثوري بأسلوب فدائي. ثم تقرر إنشاء قواعد ومقرات لقوات البيشمركة في عدة قرى بالمنطقة. وتم تخصيص عدة قرى لهذا الغرض.
المصادر:
-
مسعود بارزانی، بارزانی و بزوتنەوەى ڕزگاریخوازی کورد، بەرگی سێیەم، بەشی یەکەم، شۆڕشی ئەیلوول ١٩٦١-١٩٧٥، چاپی یەکەم ٢٠٠٤.
-
ئیبراهیم جەلال، باشورى کوردستان و شۆڕشى ئەیلوول بنیادنان و هەڵتەکاندن ١٩٦١- ١٩٧٥، چاپی چوارەم، ٢٠٢١.
-
خۆشەوى عەلى کانیەلنجى، بیرەوەریەکانى عەزیز قازى سورچى، چاپخانەى دانیشفەر، هەولێر، ٢٠٢٣.
-
خورشید شێرە، خەبات و خوێن، بیرەوەریەکانی ساڵانی خەباتی پێشمەرگایەتی، چاپی سێیەم، هەولێر، ٢٠١٥.
-
سەید کاکە، بیرەوەرى پێشمەرگەیەک، چاپخانەى وەزارەتى رۆشنبیرى، چاپى یەکەم،١٩٩٧.
-
غازى عادل گەردى، پێشمەرگەیەک لە خزمەت ڕێبازى بارزانیدا حەجى بیڕۆخى، بەرگى یەکەم چاپى دووەم، تورکیا، ٢٠٢١.