معركة قسروك ١٩٧٨

كانت هذه المعركة احد نشاطات قوات البيشمركة في زمن ثورة گولان في منطقة قسروك التابعة لقضاء شيخان في منطقة بهدينان عام ١٩٧٨، بعد أن تمكنت قوة من البيشمركة من الوصول إلى قاعدة لمقاتلي نظام البعث وهاجمتهم وقتلت وجرحت عدداً كبيراً من المقاتلين و وألحقت أضرارا جسيمة بالقاعدة.


بعد توقيع اتفاقية الجزائر في ٦ آذار ١٩٧٥ بين العراق وإيران، والتي تم تنفيذها كخطة دولية ضد حركة التحرر الكوردية واصاب مصير الكورد في جنوب كوردستان بإحباط وببؤس انساني صعب، وظنت حكومة البعث انّها تمكنت من القضاء على الحركة الكوردية نهائياً يستحيل نهوضها من جديد، ولكن في الواقع لم يحدث هذا، فقد استؤنفت في آيار ١٩٧٦ الثورة المسلحة وعاد الأمل والثقة إلى شعب كوردستان، وتعتبر هذه الخطوة نقطة تحول جديدة في التاريخ الكوردي المعاصر[1].

وبعد تلك الفترة تم إرسال قوات البيشمركة إلى أعماق جنوب كوردستان من قبل قيادة الثورة، ثم جرى الاتصال بكوادر وبيشمركة ثورة ايلول الذين بقوا في كوردستان ولم يلجأوا إلى إيران أو تركيا،  من اجل تنظيم صفوفهم وإعادة تنشيط مرحلة اخرى من الثورة والبدء بنشاطات قتالية وبحرب العصابات، واضافة الى ذلك ايصال رسالة نهوض الثورة من جديد والدفاع عن حقوق شعب كوردستان لقادة نظام البعث[2].

ومن احد الأنشطة التي قامت بها قوات البيشمركة واستطاعت إلحاق أضرار كبيرة بمؤسسات حكومة البعث، كان نشاط حرب العصابات في منطقة قسروك التابعة لقضاء شيخان بمحافظة دهوك عام ١٩٧٨، بعد أن تمكنت قوة من البيشمركة من الوصول إلى إحدى قواعد مقاتلي نظام البعث وهاجمت بشكل مفاجىء على القاعدة وتمكنت من إلحاقهم خسائر بشرية ومادية جسيمة بين القتلى والجرحى خلال فترة قصيرة، واستشهد في هذه العملية أحد افراد البيشمركة يدعى حميد حفظ الله، وهو كادر متقدم في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبعد نقل جثمانه، وري الثرى في قرية بلان التابعة لناحية مريبا[3].

ومن الجدير بالذكر أن كل هذه النشاطات التي قامت بها قوات البيشمركة كانت بمثابة رسالة مخيفة لقادة نظام البعث مفادها أن الثورة حتى وانْ تصاب بنكسة بسبب ظلم و مخططات دولية، الاّ انها ستعود إلى ساحة النضال بشكل آخر، وتدفن احلام  الذين كانوا يتمنون القضاء عليها. ‌ 


المصادر:

  1. مه‌سعود بارزانی: بارزانی و بزوتنه‌وه‌ی ڕزگاریخوازی كورد، به‌رگی چواره‌م، ١٩٧٥-١٩٩٠ شۆرشی گوڵان، به‌شی دووه‌م، چاپی یه‌كه‌م، چاپخانه‌ی ڕوكسانا، ٢٠٢١.
  2. جه‌مال فه‌تحوڵله‌ ته‌یب: بزوتنه‌وه‌ی ڕزگاریخوازی كورد له‌ باشوری كوردستان ١٩٧٦-١٩٨٠، چاپی یه‌كه‌م، چاپخانه‌ی شه‌هاب، هه‌ولێر-٢٠١٢. 
  3. غازی عادل گه‌ردی: پێشمه‌رگه‌یه‌ك له‌ خزمه‌ت بارزانیدا، به‌رگی دووه‌م، چاپی دووه‌م، توركیا- ٢٠٢١.         

[1] جه‌مال فه‌تحوڵله‌ ته‌یب: بزوتنه‌وه‌ی ڕزگاریخوازی كورد له‌ باشوری كوردستان ١٩٧٦-١٩٨٠، چاپی یه‌كه‌م، چاپخانه‌ی شه‌هاب، هه‌ولێر-٢٠١٢، ل١١.

[2] غازی عادل گه‌ردی: پێشمه‌رگه‌یه‌ك له‌ خزمه‌ت بارزانیدا، به‌رگی دووه‌م، چاپی دووه‌م، توركیا- ٢٠٢١، ل٤٦

[3] مه‌سعود بارزانی: بارزانی و بزوتنه‌وه‌ی ڕزگاریخوازی كورد، به‌رگی چواره‌م، ١٩٧٥-١٩٩٠ شۆرشی گوڵان، به‌شی دووه‌م، چاپی یه‌كه‌م، چاپخانه‌ی ڕوكسانا، ٢٠٢١، ل٥٣. 


مقالات ذات صلة

معركة قرية بانە سور ١٩٨٤

هذه هي فعالية لقوات پیشمرگة كوردستان بالقرب من قرية بانه سور في محيط دهوك بمنطقة بادينان، حيث نصبت قوة من پیشمرگة تابعة لمنظمة رينجبران كميناً على الطريق الرئيس المؤدي إلى مانگيشکى، ووقعت سيارة تابعة للمسلحين المرتزقة في الكمين، وتم الاستيلاء عليها وفي فترة قصيرة وقتل جميع من فيها من الركاب والاستيلاء على جميع أسلحتهم.

مزيد من المعلومات

معركة قرية آيچي

بعد مجيء بارزانيين إلى إيران وبعد تأسيس جمهورية كوردستان في مدينة مهاباد، واجهت تلك الجمهورية الوليدة مجموعة من المشكلات والعقبات، وأهمها تلك المعارك التي وقعت بين پیشمرگة جمهورية كوردستان والجيش الإيراني والعشائر المعارضة في كوردستان...

مزيد من المعلومات

معركة قارنى

في ليلة ٢١ آذار ١٩٤٧، أي في اليوم الأول من عيد نوروز الذي يوافق عام ١٣٢٦ شمسي، قررت مجموعة من قوات پیشمرگة بارزاني بقيادة سليمان بك درگلیى وزرار بگ درگلیى وعلي آغا خيرزوكي، وملكو زيرو وملا شين وعدد آخر من قادة پیشمرگة بارزاني الهجوم على القاعدة العسكرية الإيرانية في قارنى..

مزيد من المعلومات

معركة قاراوه‌

عند تأسيس جمهورية كوردستان عام ١٩٤٦، نرى أن هذه الجمهورية الكوردية واجهت مجموعة من المشكلات والعقبات من قبل إيران وحلفائها مثل بريطانيا وأمريكا، التي كانت في إيران في ذلك الوقت بسبب الحرب العالمية الثانية...

مزيد من المعلومات

معركة شرمن

علّقت الحكومة العراقية في حزيران ١٩٦٣ مفاوضات الاتفاق مع قيادة الثورة الكوردیة، وبعد ذلك اتجه الوضع السياسي في العراق وكوردستان نحو التعقيد، وجهت اذاعة بغداد وبالتحديد في ١٠ حزيران تحذيراً للكورد ووصفهم بالانفصاليين، ثم اندلعت جولة أخرى من المعارك والاشتباكات بين قوات الپیشمرگة والجيش العراقي والحرس القومي والمسلحين المرتزقة المأجورين.

مزيد من المعلومات