معركة شيشار ١٩٧٤

حدثت معركة شيشار في خريف ١٩٧٤ بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة، عندما اراد الجيش الاستيلاء على جبل شيشار في منطقة بيتواته بهدف بسط سيطرته على المناطق المحيطة بالجبل، ولكن تصدت له قوات البيشمركة بشدة واستطاعت احباط الهجوم، ولم يسمح البيشمركة انْ يقع الجبل بأيدي الحكومة وبقي على هذه الحال حتى نكسة ثورة ايلول عام ١٩٧٥.


شيشار هو جبل شاهق وستراتيجي في منطقة بيتواتة، قريب من جبل ماكوك وناحية سروچاوه، ان الجبل وشدة انحداره وارتفاعه جعلت منه موقعاً بإمكان  أية قوة عسكرية من خلاله بسط سيطرته على كامل المنطقة والأشراف على طريق سروچاوه- باليسان.

وبعد أنْ عجز الجيش العراقي عن التقدم في جبال كيورش و ماكوك وهورى، خطط في اواسط شهر ايلول ١٩٧٤ للأستيلاء على جبل شيشار للسيطرة على المنطقة برمتها، واستهدف من خلال ذلك: تضييق الخناق على مواقع وسواتر البيشمركة، سيما محاصرة جهة واحدة لقوات هورى الموجودة في المنطقة، كما ان قوات البيشمركة لم تكن تستطيع المرور بين جبلي شيشار وماكوك، ازداد ضغط الجيش العراقي على قوات البيشمركة بين منطقتي بيتواته وباليسان، واصبحت مديات مدفعية الجيش العراقي اطول من السابق. 

اصدر آمر الجيش الثاني للبيشمركة رشيد سندي أمراً بقيام قوات سفين وسهل اربيل وبيتواته بتعزيزخطوطها الدفاعية في وادي باليسان، وانْ يقوم قسم من قوات سهل اربيل بالتنسيق والتعاون مع قوة كاوه في پشدر. 

كانت الفرقة الثانية للجيش العراقي على استعداد بكامل تشكيلاتها العسكرية من كتيبة دبابات ولواء (١٦) المدرع والقوة الجوية ومسلحي المرتزقة(الجحوش) للهجوم على جبل شيشار.

كانت قوات البيشمركة المتحصنين في الخنادق الدفاعية تتكون من الفوج الثالث لقوات سفين بقيادة محمد صابر آمر السرية الأولى وعمر سلطان آمر السرية الثانية وصادق محمد أمين آمر السرية الثالثة . 

بدأ هجوم الجيش العراقي بالقصف المكثف لخنادق ومواقع البيشمركة، والهدف منه شل مقاومة البيشمركة وانخفاض معنوياتهم حتى يتمكن جنوده الصعود الى الجبل بسهولة.

 

وبعد توقف القصف داهمت قوة مشاة الجيش سواتر ومواقع البيشمركة، وكانت قوات البيشمركة لهم بالمرصاد وتحصنت في مواقعها الدفاعية، وعندما اقتربت القوة من مواقع البيشمركة تصدى لهم البيشمركة الابطال واستطاعت دحر هجوم الجيش وادى ذلك الى مقتل العديد منهم ولاذ الجنود المهاجمين بالفرار تاركين ورائهم جثث قتلاهم، وقد استشهد ثلاثة من البيشمركة وجُرح عدد آخر نتيجة القصف المكثف للجيش العراقي.

وواصل الجيش العراقي قصف قوات البيشمركة خلال تلك الفترة، ولكنه لم يستطع السيطرة على الجبل لغاية ثورة ايلول عام ١٩٧٥، وبعد فشل الجيش العراقي للسيطرة على جبل شيشار في نهاية شهر ايلول، قام بتغيير اتجاه هجماته،  حيث شن سلسلة من الهجمات على منطقة دولە رقە، للتخفيف عن كاهل قواته في جبهة رواندوز، وبغية القيام بنقل جزء من قوات البيشمركة من رواندوز الى منطقة بيتواته والتقليل من ضغوطات البيشمركة في جبهة محور المعركة ولكي تبدأ قواته التقدم من تلك المنطقة. ومع ذلك منعت قوات سفين وسهل اربيل وبيتواته والفوج (٤) زوزك وتصدت للجيش وأوقفته عن التقدم وأخيراً احبطت هجومه.             


سەرچاوەکان:   

  1. مسعود بارزانی: بارزانی و بزوتنەوەى ڕزگاریخوازی کورد، بەرگی سێیەم، بەشی دووەم، شۆڕشی ئەیلوول ١٩٦١-١٩٧٥، چاپى یەکەم – هەولێر،  ٢٠٠٤.

  2. سه‌نگه‌ر ئيبراهيم خۆشناو: ڕووداوه‌ سه‌ربازيه‌كانى شۆڕشى ئه‌يلوول ١٩٧٠-١٩٧٥، چاپى يه‌كه‌م، هه‌ولێر، ٢٠٢٢.

  3. خوڕشید شێرە: خەبات و خوێن، بیرەوەریەکانى ساڵانى پێشمەرگایەتى، چاپخانەى حاجى هاشم، چاپى سێیەم، هەولێر – ٢٠١٥.

  4. سەید کاکە: بیرەوەرى پێشمەرگەیەک، چاپخانەى وەزارەتى ڕۆشنبیرى، چاپى یەکەم، هەولێر- ١٩٩٧.

        

 


مقالات ذات صلة

معركة کوسپي سپي

عندما سيطرت قوات الپیشمرگة على قلعة (قشلة) رايات في ١٢ تموز ١٩٦٢، أصبحت منطقة بالكايتي بأكملها جزءاً من المنطقة المحررة لثورة أيلول، على الرغم من ظهور المسلحين المرتزقة من حين لآخر في عدة مناطق مختلفة، خاصة في الجبال المحيطة بجبل هلگورد، بنيّة إثارة الفوضى، إلا أنهم سرعان ما كانوا يتشتتون ويُبعدون عن المنطقة من قبل قوات الپیشمرگة.

مزيد من المعلومات

معركة كَردز وكَرزُور ١٩٦٩

وقعت هذه المعركة بين قوات سهل أربيل من الپیشمرگة والميليشيات العميلة للحكومة في أواخر ربيع عام ١٩٦٩ في قريتي كَردز وكَرزُور في سهل أربيل، تمكنت قوات الپیشمرگة في هذه المعركة من الانتصار على الميليشيات وإلحاقهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وطردهم من المنطقة، مقابل خسائر طفيفة في صفوف قوات الپیشمرگة.

مزيد من المعلومات

معركة مضيق زاخو(نيسان ١٩٦٢)

في سلسلة معارك وقصص ثورة أيلول، تعتبر معركة مضيق زاخو إحدى المعارك الهامة التي شهدت تنسيقاً محكماً بين تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني داخل صفوف الجيش العراقي وإيصال المعلومات إلى قادة الپیشمرگة.

مزيد من المعلومات

معركة گوجار

في الوقت الذي تمكنت فيه الحكومة الإيرانية من السيطرة على جمهورية كوردستان مرة أخرى بشن هجوم عليها، كان الملا مصطفى بارزاني وقواته يحاولون النجاة بأنفسهم عبر الأراضي الإيرانية والعودة إلى مناطقهم في كوردستان العراق مرة أخرى...

مزيد من المعلومات

معركة سینگان

كانت معركة سینگان إحدى المعارك التي اندلعت بعد انهيار جمهورية كوردستان وتراجع بارزانيين إلى المناطق الحدودية بين دولتي إيران والعراق...

مزيد من المعلومات