معركة زاخو ١٩٧٤

فرضت الحكومة العراقية في ربيع عام ١٩٧٤ الحرب على كوردستان، فقد شنت هجوماً واسع النطاق على مدينة زاخو، بهدف كسر الحصار الذي فرضته قوات الپیشمرگة على احد معسكرات الجيش في المدينة، وبعد اسابيع من الهجوم المستمر استطاعت القوات الحكومية مدعومة بالدبابات و المدفعية والطائرات الحربية وبإسناد من المسلحين المرتزقة كسر الحصار المفروض على المعسكر ودخول مدينة زاخو.


وقبل استئناف الحرب، ألغت الحكومة العراقية نظام حرس الحدود الذي كان جزءاً من قوات ١١ آذار ١٩٧٠، واستبدلته بالعشائر المسلحة، وخلال هذه الفترة، كان هناك معسكر للجيش العراقي في زاخو، حيث تنصلت الحكومة العراقية عن تنفيذ  بنود ومواد اتفاقية ١١ آذار وفرضت الحرب مرة أخرى على الكورد. وبدأ بقصف المدن والبلدات الكوردستانية وشن هجمات عسكرية على المناطق الخاضعة لسيطرة الثورة، كما تمت محاصرة معسكر الجيش العراقي في زاخو من قبل قوات الپیشمرگة بقيادة عيسى سوار الذي كان يضم قرابة الف جندي.

هذا وقد تقدمت الفرقة الرابعة للجيش العراقي بقيادة العميد الركن عبدالجبار الاسدي في ٢٦ آذار ١٩٧٤ نحو مدينة زاخو قادمة من الموصل واستمرت في قصف المدينة حتى ٣٠ نيسان ١٩٧٤، واضافة الى  زاخو، ففي منطقة بادينان وفي ٢٥ نيسان ١٩٧، هاجم الجيش العراقي مدينة دهوك وقصفها بالمدفعية. ولم تكتف الحكومة بهذا، بل وفي بداية الحرب قررت وزارة الدفاع العراقية إعادة انشاء افواج المسلحين المأجورين ترتبط مباشرة بقيادة الجيش، مع تعيين ضابط لكل فوج كآمر فوج وتعيين رئيس المأجورين المرتزقة مستشاراً للضابط، وكان عددهم يبلغ ٦٠٠٠ مسلح من عشائر سورجية وهركية وزيبارية وبرادوستية و خوشناو... الخ.

كان هدف الجيش العراقي هو كسر حصار قاعدة الپیشمرگة على المعسكر المذكور والسيطرة على المدينة بدعم من الدبابات والمدفعية والمركبات المدرعة والمروحيات، في البداية لم يكن هناك اي عائق أمام تقدم الجيش الى أنْ وصل قرب المدينة، ولكن عند بوابة زاخو تصدت له قوات الپیشمرگة وقاومت ببسالة لمنع تقدم الجيش وتمت هزيمته في نهاية المطاف.

ورغم تمركز قوات الپیشمرگة بشكل جيد وقصفها المعسكر المحاصر، إلا أن قوات الپیشمرگة لم تتمكن من إيقاف الجيش العراقي لأكثر من بضعة أسابيع بسبب العدد الهائل من الجنود والأسلحة الثقيلة المتقدمة مثل الدبابات والعربات المدرعة الثقيلة، وبعد سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود وتدمير الدبابات والمعدات العسكرية، تمكن الجيش من فك الحصار المفروض على المعسكر واخيراً  السيطرة على مدينة زاخو في اليوم الأول من شهر آيار.

هذا وفتح الجيش العراقي النار على السكان المدنيين في المدينة، ما أدى إلى  استشهاد ٦٣ مواطناً وإصابة ١٥٠ آخرين بجروح. وبعد دخول الجيش إلى زاخو، تراجعت قوات الپیشمرگة إلى القرى المحيطة وأقامت مقرها في وادي هارينا في قرية أرمشى، وشكلت مرة أخرى خطاً دفاعياً آخر لمنع تقدم الجيش وهجماته، وقبل ان يشن الجيش العراقي هجوماً واسع النطاق على دهوك، تقدمت قوات الپیشمرگة نحو وادي دهوك وجبل كيلي شدايى، لكنه فشل في إحراز أي تقدم واندحر هجومه. 


المصادر:

١- هۆژین مەسعود سەرنى، شورەشا ئیلونێ ل دەڤەرا بەهدینان ١٩٦١- ١٩٧٥، چاپى یەکەم، ٢٠١٨.

٢-  سه‌نگه‌ر ئيبراهيم خۆشناو، ڕووداوه‌ سه‌ربازيه‌كانى شۆڕشى ئه‌يلوول ١٩٧٠-١٩٧٥، چاپى يه‌كه‌م، (هه‌ولێر- ٢٠٢٢).

٣- کاروان جوهر محمد، ئیدریس بارزانى ١٩٤٤- ١٩٨٧ ژیان و ڕۆلى سیاسیى و سەربازى لە بزوتنەوەى ڕزگاریخوازى کورددا، (چاپخانەى هێڤی- هەولێر- ٢٠١٩).

٤-  شەوکەت مەلا ئیسماعیل حەسەن، ڕۆژانێک لە مێژووى شۆرشى ئەیلوول، (چاپخانەى وەزارەتى پەروەردە- هەولێر- ٢٠٠٧).


مقالات ذات صلة

معركة کوسپي سپي

عندما سيطرت قوات الپیشمرگة على قلعة (قشلة) رايات في ١٢ تموز ١٩٦٢، أصبحت منطقة بالكايتي بأكملها جزءاً من المنطقة المحررة لثورة أيلول، على الرغم من ظهور المسلحين المرتزقة من حين لآخر في عدة مناطق مختلفة، خاصة في الجبال المحيطة بجبل هلگورد، بنيّة إثارة الفوضى، إلا أنهم سرعان ما كانوا يتشتتون ويُبعدون عن المنطقة من قبل قوات الپیشمرگة.

مزيد من المعلومات

معركة كَردز وكَرزُور ١٩٦٩

وقعت هذه المعركة بين قوات سهل أربيل من الپیشمرگة والميليشيات العميلة للحكومة في أواخر ربيع عام ١٩٦٩ في قريتي كَردز وكَرزُور في سهل أربيل، تمكنت قوات الپیشمرگة في هذه المعركة من الانتصار على الميليشيات وإلحاقهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وطردهم من المنطقة، مقابل خسائر طفيفة في صفوف قوات الپیشمرگة.

مزيد من المعلومات

معركة مضيق زاخو(نيسان ١٩٦٢)

في سلسلة معارك وقصص ثورة أيلول، تعتبر معركة مضيق زاخو إحدى المعارك الهامة التي شهدت تنسيقاً محكماً بين تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني داخل صفوف الجيش العراقي وإيصال المعلومات إلى قادة الپیشمرگة.

مزيد من المعلومات

معركة گوجار

في الوقت الذي تمكنت فيه الحكومة الإيرانية من السيطرة على جمهورية كوردستان مرة أخرى بشن هجوم عليها، كان الملا مصطفى بارزاني وقواته يحاولون النجاة بأنفسهم عبر الأراضي الإيرانية والعودة إلى مناطقهم في كوردستان العراق مرة أخرى...

مزيد من المعلومات

معركة سینگان

كانت معركة سینگان إحدى المعارك التي اندلعت بعد انهيار جمهورية كوردستان وتراجع بارزانيين إلى المناطق الحدودية بين دولتي إيران والعراق...

مزيد من المعلومات